بقلم - صلاح منتصر
عندما قرر رونَالد أوبوس (أمريكى الجنسية) الانتحار استعمل أسهَل طَريقة وهى إلقاء نفسه من الدور العاشر فى العمَارة التى يَقطنها تاركا رسالة لأهله يعترف فيها بالانتحار يأسا من الحياة. إلا أن المفاجأة جاءت عندما أوضح تقرير تَشريح الجثة أنه مات بسبب طَلق نارى فِى رأسه ولم يمت بسبب سقوطه من الدور العَاشر!
وفى التحقيق الذى جرى بعناية تبين أنه فى أثناء سقوط رونالد خرجت رصَاصة من شِباك مر به وهو يسقط استَقرت فى رأسه وقَتلته. ومن الفحص الطِبى تَبين ان هذه الطلقة انطلَقت من شقة فى الطَابق التاسع يسكنها زوجان من كِبار السن يشتهران بِكثرة الخلافات والشِجار.
وقد تصادف فى الوقت الذى ألقى فيه رونالد نَفسه أن كان الزوج يُهدد زوجته بإطلَاق الرصاص علَيها وأنه فى لحظة ضغط على الزنَاد انطَلقت الرصاصة من المُسدس، لَكنها كانت بَعيدة عن الزوجة وخَرجت من الشُباك وصادفت مرور رونالد الذى ألقى نفسه فأصابته فى رأسه ومَات بِسببها.
تم اتهام الزوج بالقتل الخطأ لكنه أصر هو وزوجَته على أنهما دائما يتشَاجران وأنهما مشهوران بين السكان بهذا الشجار الذى يتكرر كثيرا ويهدد فيه الزوج زوجته بالمسدس الذى دائما ما يكون خاليا من الرصاص لكن لمجرد تخويفها.
إلا أن التحقيقات بينت أن احد أقارب الزوجين رأى ابنهما يَملأ المسدس بالرصِاص قبل أسبوع لأن أمه منعت المسَاعدات المالية عنه فقرر الابن التخلص من والديه وعبأ المسدس الذى يستخدمه أبوه فى تهديد أمه ليتخلص منهما معا.
لكن للمصادفة الغريبة خرجت الرصاصة من النافذة وقتلت الشاب المنتحر، الذى اكتملت سلسلة المصادفات بأنه هو نفسه الابن الذى وضع الرصَاصة فى المُسدس لكى يَتخلص من والديه.
وبِسبب تدهَور أوضاعه المادية وتأخر أبيه فى قتل أمه قرر الانتِحار من سَطح البناية لتصادف الرصَاصة التى وضعها رونالدو فى المسدس رأسه فى أثناء انتحاره ليصبح القَاتل والقتيل معا!