بقلم - صلاح منتصر
رغم ماكتب عن حرب أكتوبر فإن هناك سلاحا أو بطلا لهذه الحرب لم ينل حقه وهو سلاح الخدمات الطبية التى يعمل أفرادها فى أصعب الظروف لمواجهة جرحى المعارك الذين يتم نقلهم من الجبهة لتلقى العلاج الذى يستدعى إجراء عمليات عاجلة وعناية خاصة.
ولهذا سعدت برسالة العميد طبيب فاروق مصطفى خميس التى تذكرنا بهذا السلاح الإنسانى الذى كان وقت أكتوبر 73 بقيادة الفريق طبيب رفاعى كامل مدير السلاح يعاونه عميد طبيب نبيل جودة . ويقول كاتب الرسالة إنه بتكليف من قيادة السلاح قام والعقيد طبيب أنور أبو الوفا ومقدم طبيب جلال مراد باستقبال جرحى الحرب فى مستشفى قصر العينى.
ويضيف: عاوننا فى ذلك كثير من الفنانين أذكر منهم نادية لطفى وعبد الحليم حافظ وكانت الفنانة نادية تحضر يوميا ومعها جراكن عصير الليمون التى تملؤها من فندق هيلتون والمخبوزات من أرقى المخابز وترافقنى لمواساة الجرحى كما كنت أرافق عبد الحليم فى أثناء مروره على الجرحى وتوزيع الحلوى عليهم. وكانت تعقد جلسات سمر وترفيه ليلا بالمستشفيات يحضرها ويحييها معظم الفنانين واستمر هذا طوال شهرى أكتوبر ونوفمبر 73 إلى أن تم إخلاء المستشفيات من جميع جرحى الحرب.
وأحكى عن واقعة عشتها وهى زيارة الرئيس السادات لجرحى الحرب فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى ولصعوبة المرور على الجرحى فى غرفهم تم إخراجهم إلى حديقة المستشفى وحضر الرئيس السادات مرتديا بدلة عسكرية ناصعة البياض (البحرية) وأظن أنه لم يكن يتوقع ما رآه فقد كانت هناك صور بالغة القسوة من الجرحى والمصابين بإصابات شديدة وقد راحوا ينادون على الرئيس الذى أسرع لتلبية نداء كل منهم ممسكا بيده وآمرا مدير المستشفى (الدكتور الشيوي) بتلبية طلب كل منهم.
ولهذا عندما قام السادات بمبادرته لإنهاء الحروب مع إسرائيل وزيارته التاريخية للقدس، فقد استقر فى يقينى أن زيارته لجرحى الحرب والصور الشديدة الإيلام التى رآها كانت وراء زيارة السلام التى قام بها وحررت كل حبة رمل فى سيناء.