بقلم - صلاح منتصر
هذه رسالة تلقيتها من المهندس سيد أبوالسعود يقول فيها: الحديث عن توقف الصحف الورقية واستبدالها بالإلكترونية يسبب قلقا شديدا للقراء الذين أدمنوا الصحيفة، وكوسيلة لزيادة توزيع الصحف خاصة القومية أقترح ــ كما رأيت فى دول عديدة ــ اشتراك الوزارات والهيئات والشركات بأعداد كبيرة توزع على موظفيها الذين سيشعرون بالمتعة الثقافية وقراءة أخبار الدولة من مصادر موثوق بها. أتمنى ألا أسمع عبارة توقف الصحف الورقية ، ولاتهددونا بهذه العبارة فهناك حلول يمكن التفكير فيها.
وتعليقا على الرسالة فليس هناك أولا من بين العاملين فى الصحافة الورقية فى كل العالم من يتمنى اختفاءها، لكن المشكلة فى كيفية استمرار هذه الصحف الورقية وسط حصار المشكلات المالية التى تتزايد نتيجة ارتفاع تكلفة كل احتياجات الصحيفة من ورق وأحبار وعمالة ومواصلات. وعندما ندقق فى علاقة القارئ بالصحيفة الورقية نجد أنها تقوم على أساس عاملين رئيسيين: معرفة القارئ ب الأخبار التى تنشرها الصحيفة، وارتباط القارئ بكتاب الصحيفة وتعوده القراءة لهم. وحاليا أصبح سهلا معرفة الأخبار من مصادر مختلفة قبل صدور الصحيفة بساعات مما يعنى أن معرفة الأخبار من الصحيفة لم يعد يشكل العامل الأهم فى الإقبال عليها. ولكن يبقى العامل الثانى وهو ارتباط القارئ بعدد من الكتاب الذين تعود ويحب القراءة لهم ويشعر بارتباطه بهم، وهو العامل الذى مازالت وسائل نشر وإذاعة الأخبار العديدة غير قادرة على منافسة الصحف فيها.
مع ذلك يبقى أن التطور خاصة عندما لايمس الدين والعقائد هو عبارة عن معركة ثبت تاريخيا انتصار التطور فيها، وبالنسبة للإنترنت فالواضح أنه يزحف بقوة على مجالات كثيرة وليس فى مجال الصحافة ، وكما أوضحت أزمة كورونا فقد عرف العالم العمل والاجتماعات والزيارات عن بعد بل إنه عن طريق الإنترنت تمت عمليات بيع وشراء تفوق فى نسبتها أى عمليات أخرى، وفى مجال الصحافة اختفت صحف واتجهت أخرى إلى الإنترنت بصورة تعكس أنه خلال عشر سنوات يمكن أن يسيطر على المستقبل غصبا عنا!.