بقلم - صلاح منتصر
حتى فى أيام الحرب العالمية الثانية (من 1939 إلى 1945) لم تكن حركة الطيران التى توقفت بين الدول بهذا التأثير الذى لها اليوم. ففى العام الماضى 2019 كانت طائرات الركاب تقطع 180 ألف رحلة يوميا، أما فى هذا العام فقد جاء وقت توقفت فيه تقريبا كل رحلات الطيران، ثم بعد قرار تشغيل الطيران وسط إجراءات احترازية مشددة عادت الرحلات الجوية، ولكن بنحو ثلث ماكانت عليه، وأصبح عدد الركاب أقل من 15 فى المائة من العدد المعتاد بعد أن سادت ثقافة الخوف من السفر والظروف المفاجئة التى تستدعى عزل المسافر وتأخير عودته لبلاده.
فى الجانب الإيجابى لانخفاض الرحلات الجوية انخفضت إلى حد كبير جدا عمليات تهريب المخدرات التى كانت تتم عن طريق الطائرات، ووجدت الدول المنتجة للمخدرات البيضاء نفسها تواجه أزمة لم يسبق أن واجهتها حتى فى أعتى حالات التشدد التى كانت تتخذها الدول ضد التهريب. وقد سمعت الدكتورة غادة والى المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات، ومقرها العاصمة النمسا وية فيينا تقول فى حوار مع الإعلامية المتميزة لميس الحديدى إن منتجى المخدرات نتيجة للرحلات الجوية المحدودة اتجهوا إلى استخدام الحاويات عبر المحيطات والبحار، وأن هناك فى مكتب غادة والى فى النمسا برنامجا عالميا لرصد تحركات الحاويات ومساعدة الدول فى مواجهة تهريب الآثار والأسلحة و المخدرات عن طريق الحاويات.
لكن الأخطر كما ذكرت الدكتورة غادة بدء ظهور أنواع جديدة مصنعة من المخدرات فى مصانع بدائية هدفها الربح، من بينها ماضبطته السلطات المصرية فى حاوية كانت تعبر قناة السويس فى طريقها إلى بلد عربى وقد وجد فيها 11 مليون قرص مخدرات كانت مخبأة بطريقة يصعب كشفها إلا إذا كانت هناك مساعدة دولية بعملية التهريب سهلت الوصول إلى أماكن الأقراص المخدرة وحماية الدولة العربية التى كانت تقصدها. وهذه الأقراص ومثلها سموم تضر من يستخدمها لكن منتجيها يراهنون على الإقبال عليها بسبب الإدمان حتى وإن قتل صاحبه!