بقلم - صلاح منتصر
فى عام 1993 اعتصم متطرف أمريكى اسمه دافيد كوريش مع أبناء طائفته وتدعى ( برانش دافيديانس ) فى مزرعة ماونت كارمل على مشارف مدينة واكو بولاية تكساس الأمريكية. وعندما نمى إلى علم السلطات أنهم يقومون بتخزين السلاح بالمخالفة للقانون تحركت قوة لتفتيش المزرعة يوم 28 فبراير 1993 عندما فوجئت بإطلاق النار على أفرادها وقتل أربعة من رجالها.
عندئذ استدعت السلطات قوات مكتب التحقيقات الفيدرالية وقوات الجيش الأمريكى المعززة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة، وضربت حصاراً حول المزرعة دام واحداً وخمسين يوماً، عرف باسم حصار واكو Waco siege.
ولما فشل الحصار فى دفع المعتصمين للاستسلام، تم إبلاغ بيل كلينتون الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت فأذن للقوات الأمريكية المرابطة حول المزرعة باقتحامها بالقوة المسلحة يوم 19 أبريل، رغم أنه كان معروفا أن مع المعتصمين أطفالا مازالوا يرضعون من أمهاتهم إلى جانب أطفال صغار تجاوزوا سن الرضاعة. وقد قُتل جراء الهجوم والحرائق التى نشأت عنه ستة وسبعون من المعتصمين كان من بينهم ثلاثة وعشرون طفلا.
ولم ينج من كل الذين كانوا موجودين سوى تسعة أشخاص لا يزال بعضهم اليوم حياً يحكى ما جرى يومذاك.
ورغم أن القنوات التليفزيونية الأمريكية ظلت أيام الحصار تتابع العملية حتى انتهت بالفض المسلح الدموى الذى جرى فإن منظمة هيومان رايتس لم تنطق بكلمة واحدة، فقد اعتبرت العملية من أعمال السيادة المشروعة للسلطات الأمريكية، بينما أدانت فيما بعد عملية فض اعتصام رابعة فى مصر الذى لا يختلف كثيرا عن الاعتصام الأمريكى.
والأغرب أن كينيث روث رئيس هيومان رايتس الذى وافق على فض الاعتصام الأمريكى كان هو نفسه رئيسها الذى أدان فض اعتصام رابعة ؛ فأى دليل أكبر من ذلك على نفاق الغرب ومباركة مايقوم به باعتباره حلالا لأنه من السيادة بينما ما تقوم به مصر حرام واعتداء على حقوق الإنسان!
هذه هى الرسالة التى تلقيتها من الدكتور يحيى نور الدين طراف .