الكمامة والغرامة

الكمامة والغرامة

الكمامة والغرامة

 صوت الإمارات -

الكمامة والغرامة

صلاح منتصر
بقلم - صلاح منتصر

أصبحت الكمامة وسيلة انتشرت فى كل العالم لمواجهة كورونا مما يمكن جعلها رمزا لسنة 2020 . جميع رؤساء العالم أصبحوا لا يظهرون دونها ، وفى معظم الدول يندر أن يخرج شخص إلى الشارع أو يدخل محلا أو مطعما أو أى مكان دون كمامة. وفى مصر يحرص الرئيس السيسى ورئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء والمسئولين على الظهور دائما بالكمامة. فى الوقت الذى لا يبدو فيه هذا الحرص بين المواطنين العاديين، لدرجة أن أحدهم قال إنه لاحظ خروج كل الفتيات تقريبا بالحجاب «المختلف عليه»، فى الوقت الذى لا يحرصن فيه على ارتداء الكمامة المتفق عالميا على أهميتها فى حماية لابسها ومن حوله من فيروس كورونا !.

ورأيى وأرجو ألا أكون مخطئا أن أحد أسباب ذلك عقوبة الأربعة آلاف جنيه غرامة على من يضبط دون ارتداء الكمامة ، فهذه العقوبة جعلت المواطنين يشعرون عمليا بأنها عقوبة غير قابلة للتنفيذ وتتساوى مع عدم وجودها، لأنه ليس هناك من بين كل ألف شخص فى أى شارع واحد يحمل معه هذا المبلغ ! وحتى رجال الشرطة ـ وكثيرون منهم لا يرتدون الكمامة ـ جعلتهم هذه العقوبة يتعاطفون مع المواطنين الذين يكشف مظهر معظمهم عن أن بينهم وبين رقم الألف لا الأربعة آلاف علاقة معدومة.

هناك قاعدة قديمة معروفة وثابته تقول : إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع . ولهذا فإن المبالغة فى تغريم من لا يرتدى الكمامة ألغت عمليا تنفيذ العقوبة، علما بأن المشرع لم يهدف من العقوبة إلى أن تكون مصدرا لجمع الفلوس، وإنما لجعل المواطن يحمى نفسه وغيره من الفيروس اللعين. وحتى يأخذ المواطن الأمر بجدية يجب جعلها قابلة للتنفيذ كأن تكون فى حدود 100 جنيه يسددها المخالف فورا . هذه الغرامة التى تبدو قليلة جدا بالمقارنة بالأربعة آلاف جنيه ستشعر المخالف بجديتها ويخشاها ، ويجعل المسئول عن تطبيقها يشعر بأنه لا يظلم المخالف أو يفضحه ماديا بل يساعده على حماية نفسه . فكروا واحسبوها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكمامة والغرامة الكمامة والغرامة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates