العرب تيارات فكرية وسياسية
آخر تحديث 21:18:13 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 21 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العرب.. تيارات فكرية وسياسية

العرب.. تيارات فكرية وسياسية

 صوت الإمارات -

العرب تيارات فكرية وسياسية

عمار علي حسن
بقلم : عمار علي حسن


منذ نهاية القرن التاسع عشر أثير في الفكر العربي جدل متواصل بين دعاة الإصلاح السلفي والإصلاح الليبرالي، ثم ممثلي الاختيار القومي والاختيار الاشتراكي، وتقاطعت كل هذه التيارات عند نقطة الاهتمام بمسألة تخلف المجتمعات العربية، وسبل نهضتها.
وبالنسبة للاتجاه الليبرالي نجد مرجعيته بأدبيات عصر النهضة العربي في القرن التاسع عشر، أي أفكار رفاعة الطهطاوي وشبلي شميل وفرح أنطون، وقاسم أمين، وعبد الرحمن الكواكبي، وغيرهم. وقد عبرت أدبيات هذا الاتجاه عن القبول العلمي لطروحات الفكر الغربي، واعتبار أن التقدم يتحقق باللحاق بالركب الحضاري الذي يجسده الغرب الرأسمالي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين اشتد عود هذا التيار نسبياً، الأمر الذي تجلى في الإنتاج الفكري لكل من طه حسين وعلي عبد الرازق وأحمد لطفي السيد، ولويس عوض، وشارل مالك، وزكي نجيب محمود.. إلخ. أما اتجاه «السلفية الجديدة»، فقد كان يسير بمحاذاة التيار الليبرالي ويناهضه، منذ أواخر القرن التاسع عشر، منطلقاً من أفكار جمال الدين الأفغاني، التي تأثر بها تلميذه محمد عبده. وبينما كان هذا التيار في بدايته يقترب من الليبرالية زادت درجة سلفيته على يد رشيد رضا، وجاء حسن البنا ليدفعه أكثر في اتجاه أكثر انغلاقاً وتشدداً، زاد مع كتابات سيد قطب التي أسست للتطرف الديني والإرهاب. 
وبين الحربين العالميتين بزغ نجم التيار القومي، الذي تأثر ببروز الفكر القومي الأوروبي طيلة القرن العشرين. وتبدى هذا التيار في الأعمال الفكرية لساطع الحصري وزكي الأرسوزي وميشيل عفلق وقسطنطين زريق. أما التيار الماركسي، فقد ظهر تأثيره بعد الحرب العالمية الثانية، التي خرج منها الاتحاد السوفييتي منتصراً، بأيديولوجيته الشيوعية على الأيديولوجيتين الفاشية والنازية. ورغم أن الولايات المتحدة ذات الأيديولوجية الليبرالية كانت شريكه في هذا الانتصار، فإن الاتحاد السوفييتي كانت لديه نزعة أكبر نحو «تصدير» أيديولوجيته في هذه الآونة. ولم يتمايز التيار الماركسي على طول الخط، بل تلاقى في بعض المواقف مع الأجنحة الراديكالية داخل التيار القومي، وفي بعض الرؤى مع المنحى العلمي للتيار الليبرالي، بل إنه أثر في بعض أصحاب الرؤية الإسلامية، فبدأنا نسمع على يد حسن حنفي تعبير «اليسار الإسلامي»، في حين أخذت الأحزاب الشيوعية العربية تهتم أكثر بتقديم رؤيتها الخاصة للإسلام.
وإذا كانت الأيديولوجيات العربية قد ولدت في نهاية القرن التاسع عشر وطيلة القرن العشرين من رحم الانشغال بثنائيات فكرية عميقة، من قبيل الأصالة/ المعاصرة، والعروبة/ الإسلام، التراث/ الثورة/ والاستقلال/ التبعية، والدين/ الدنيا، فإن الخلاف حول هذه الثنائيات لم يحسم بعد، الأمر الذي جعل البيئة الفكرية والسياسية العربية مهيأة دائماً لإنتاج وعي بالأيديولوجيا. 
وبدلاً من أن يبحث عن إطار فكري يحكم الحركة السياسية، ويجعلها تتقدم نحو الإصلاح ويحفظ للبلدان تماسكها ويعبد الدرب أمام تنميتها، شغلتهم مسألة الهوية عما سواها، فصارت تساؤلات من قبيل «من نحن؟» تتقدم كثيراً على نظيراتها من قبيل «ماذا نريد؟».
لا يعني هذا بالطبع أن الإجابة عن السؤال الأول ليست مهمة، لكن ما سبق يشدد على أن الاستغراق في جدل حول الهوية، بما يؤدي إلى الإجحاف بقضايا أخرى مهمة يبدو أمرا غير مستساغ في مجتمع يحاول أن يقطع شوطا على درب التحديث. فالسير على التوازي في حل المعضلات الفكرية والاجتماعية هو الأمر الطبيعي، الذي يفرضه الواقع المعاش، إذ لا يمكن في اللحظة التاريخية الواحدة أن يتم التعامل مع تلك المعضلات بشكل رأسي، بحيث نبدي اهتماما مبالغاً فيه بإحداها ونهمل البقية، تحت ذرائع عدة، لا تمثل في نهاية المطاف سوى مصالح ومشارب فئة بعينها، خاصة مع انتشار الفساد السياسي والاجتماعي في مجتمعاتنا العربية، وظهور أنماط مشبوهة من التحالفات الاجتماعية التي لا ترى سوى مصالحها الضيقة، وتسعى إلى أن تشد عربة التاريخ إلى الخلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب تيارات فكرية وسياسية العرب تيارات فكرية وسياسية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 19:54 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أفضل المطاعم حول العالم لعام 2021

GMT 21:20 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فلنتعلم من الطبيعة

GMT 18:28 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أجمل وأفخم الفنادق في إسبانيا

GMT 22:14 2020 الثلاثاء ,10 آذار/ مارس

حصنوا أنفسكم

GMT 13:17 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ناسا تتفاوض مع "روس كوسموس" لشراء مقاعد إضافية في "سويوز"

GMT 08:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان بن محمد وحامد بن زايد يحضران أفراح الخيلي

GMT 21:28 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء الأرصاد: تحسن تدريجي في الأحوال الجوية

GMT 10:48 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طارق علام يكشف خفايا برنامج "كلام من دهب" في "صاحبة السعادة"

GMT 11:49 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"بناطيل المخمّل" أحدث صيحات موضة خريف 2020 اكتشفي موديلاتها

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates