بقلم : هدى حياصات
بالأمس كنت متجهه لغاية ما، وأنا في طريقي شاهدت سيدة كبيرة بالعمر تجلس على الرصيف وتستظل من شدّة الحر وكانت تحمل معها الأكياس، وواضح أنّها عائدة إلى منزلها وتتنظر مرور التاكسي، فوقفت إلى جانبها وقلت لها "تفضلي أوصلك معي"، فابتسمت وعيونها تتكلم بالشكر والمودة، وقالت لي "أشكرك والله أنّك خجلتيني، ها أنا انتظر التاكسي"، لكني أصريت عليها بالركوب،
فركبت وأنا ما زلت أرى الفرحة في ملامح وجهها، لكن الأجمل من ذلك تقديرها لمساعدتي لها من خلال دعوتها لي للدخول إلى منزلها وتناول الإفطار معها، فاعتذرت لها حيث أنني على موعد، لكنها بكرم أخلاقها قامت ووضعت لي كيسًا من جميع ما تسوقت به لأحفادها وأولادها، ولم استطع أن أنهاها عما تفعل، لكني خضعت لنبل أخلاقها، وودعتني وأعطتني عنوان بيتها لزيارتها والتواصل معها .
كم اسعدني هذا الموقف الحمد لله، وكلما رأيت من هو بحاجة إلى المساعدة، لا أتردّد إذا كانت الظروف مناسبة، ولا افعل ذلك إلّا لوجه الله ومشاركتي لكم هي لتعم الفائدة ويتنافس الجميع لعمل الخير.