بقلم :هبة جوهر
اليوم ستجتمع العائلة على "منسف أو مقلوبة" هذا التقليد الأردني تحافظ عليه أمهاتنا اللواتي يتغلبن على ضيق نهاية الشهر، ولا ينتظرن الراتب لديهن ما يكفي من الحب والتدبير لتجتمع العائلة. وسيناقشون الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وسيحللون ما جرى الأسبوع الماضي ولن يشغل بالهم الإقليم، ستكون التحليلات محلية هذه الجمعة، وقد يخفض أحدهم صوته حين يشعر أن ما يتحدث به خطير، وسيقطع الحديث كاسات الشاي التي جلبتها الجارة الجديدة في زيارتها، وهذه الجارة بنت خال الدكتور فلان الفلاني، الذي قصر في إرسال دعوات لـ"عرس" ابنته لجميع أفراد العائلة مع أنهم "عشرة عمر"، وسيقطعها صوت أحدهم "ما علينا كل واحد يعمل بأصله، خلينا نقوم نصلي العصر" وغالبا سيكون هنالك سؤال ديني وفتاوى كثيرة.
ستدور أحاديث مشتركة على موائد الأردنيين، وستفوح الروائح ذاتها، وسنصلي في أوقات متشابهة، ونضحك بطريقتنا رغما عن "الكشرة" والراتب والالتزامات الشهرية، سنحب الحياة بالمنسف والمقلوبة وصور العصافير التي كتب عليها "جمعة مباركة"، وفي كسل هذا اليوم وكل تفاصيله الأردنية. وسأعاود القول بعد أسبوع متعب "الأردن يشبه العائلة"، وأنا أحب عائلتي ووطني.