منتهى الغطرسة

منتهى الغطرسة..

منتهى الغطرسة..

 صوت الإمارات -

منتهى الغطرسة

بقلم: بدر الدين الإدريسي

الذي يطالع البيان الذي خرج به ريال مدريد مساء يوم الإثنين الأخير، ليعلن رسميا عن القرار الحتمي والبديهي بل والمنطقي القاضي بتقديم المدرب جولين لوبيتيغي قربانا، بعد السقطة الشنيعة للمكلي في كلاسيكو الأرض، سيشفق على أنديتنا وسينزهها من كل التوصيفات القدحية التي نطلقها عليها، بخاصة عندما تحرر محضر الإنفصال عن المدربين، وتذيل ذلك ببيانات نقول عنها بأنها تبيع الوهم للناس أو تستبلدهم.

بيان ريال مدريد وصفه إعلاميون موالون للريال أو معادون لها، بـ «البيان المقيت» و«البيان المميت» و«البيان المهزلة»، وطبعا كلها توصيفات لا مغالاة فيها، لما استطاعت إدارة الريال مدريد أن تبدعه تحت الضغط، لتعلن على الملأ خبر الإنفصال عن لوبيتيغي الذي وقع للأمانة على أسوإ حصيلة للريال منذ 18 سنة خلت.

إستغرب البيان المذيل بتوقيع فلورنتينو بيريز، أن يعيش الريال أزمة خانقة على مستوى النتائج والتي دلت على خطورتها الهزيمة الشنعاء أمام الغريم برشلونة، وهو من يملك اليوم 8 لاعبين مدرجين في لائحة 30 لاعبا المتنافسين على جائزة الكرة الذهبية لـ «فرانس فوتبول»، والتي توجد «المنتخب» في عضوية تحكيمها، وقد تكون اختارت من بين هؤلاء التمانية من تراه الأحق بهذه الكرة الذهبية، ما يعني أن الفريق بالملكات البشرية الخارقة التي يتوفر عليها والتي قادت الملكي لتحقيق إعجاز نادر متمثل في الفوز بثلاث كؤوس أوروبية متتالية وأربع في السنوات الخمس الأخيرة، لا يمكن أن يداس على طرفه بهذه الطريقة البشعة.

نهش البيان بطريقة مقيتة لحم وعظم جولين لوبيتيغي، الذي لا يلام أحد غيره على أنه خضع لإغراءات الريال، وقد كان وقتها على بعد مسافة زمنية قصيرة جدا من قيادة الماطادور الإسباني في المونديال، وقدمه بشكل فاضح مسؤولا مباشرا ووحيدا لجنحة إدمان الهزائم في توقيتات متلاحقة، وأبدا لم يتواضع البيان ولم يتحل بأخلاق الفرسان، ليزيد على التشهير بضعف ومحدودية وقصور الفكر التكتيكي والفني وحتى السيكولوجي للوبيتيغي، الأخطاء الشنيعة التي ارتكبتها إدارة الريال في تدبير مرحلة ما بعد التتويج بعصبة الأبطال للمرة الثالثة تواليا.
يسأل فلورنتينو بيريز الذي تحول فجأة من ثور أهوج يرمي بالمليارات ليجلب النجوم «الغلاكتيكيين» إلى رئيس بخيل يدير الظهر للميركاطو، يسأل عن كثير من التجاوزات المرتكبة في إدارة مؤسسة الميرينغي، فهو من ترك المدرب زين الدين زيدان يرحل غاضبا أو متحسرا وتحت إبطه مشروع يجدد حاضر الريال ليهبه مستقبلا أكثر إشراقا، وهو من تخلى عن الأسطورة

كريستيانو رونالدو من دون أن يعطي للريال لاعبا في عشر خوارقه، وأيضا هو من ظن أنه ضالع في قراءة الكف، فراهن على لوبيتيغي ليحمل على كتفيه الصغيرتين إرثا تنوء بحمله الجبال.
طبعا، ما كان متوقعا بالمرة أن يقرر فلورنتينو بيريز الترجل من سدة الحكم وإنهاء مقامه في مركز القيادة، ممارسا للنرجسية في إدارة الفريق الملكي، ولكن كنا نتوقع أن يأتي بيان إقالة لوبيتيغي مشبعا بالقيم الرياضية التي يقال أن ريال مدريد وغيره من النوادي الكبيرة، أكبر من يصدرها للعالم وللناشئة على الخصوص، كنا نتمنى لو أن إدارة ريال مدريد لامت نفسها ولو في بضع كلمات، وتحملت بشجاعة النبلاء جزءا من المسؤولية، مسؤولية الإخفاق، وقالت أنها ضالعة هي الأخرى في هذا الراهن الكئيب للملكي.

لم تفعل إدارة الريال ذلك، إمعانا في الغطرسة، وكيف لا تتغطرس وهي من ظن أن الألقاب الأوروبية المتتالية ستخرس زمنا طويلا ألسنة النقد وستطفئ زمنا لهب الإحتجاج. 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتهى الغطرسة منتهى الغطرسة



GMT 01:36 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلام بلا أخلاق !!

GMT 01:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 21:39 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلام هو الخاسر الأكبر!!

GMT 20:44 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعا صديقي العزيز

GMT 01:17 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تشويش البنزرتي

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates