أبوظبي – صوت الإمارات
مواطنات ستينيات يتقدمن لاختبار "القيادة على الطريق" أكثر من مرة، من أجل الحصول على رخص قيادة السيارات، ولم يقف تقدمهن في العمر عائقاً أمام إصرارهن على اجتياز الاختبار، رغبة منهن في الاعتماد على ذواتهن عبر التنقل من مكان إلى آخر.
أحد مديري مدارس تعليم قيادة المركبات في الشارقة أكد أن هذه الفئة العمرية من النساء تتمتع بحماسة كبيرة في تعلم قيادة السيارات، وتحصل على رخصة القيادة في وقت قياسي وغير متوقع.
المواطنة "أم عبدالله"، البالغة من العمر 63 عاماً (من مدينة الذيد)، لم يشكل عامل العمر عائقاً أمام حصولها على الرخصة، إذ رأت في نفسها القدرة البدنية والذهنية التي تمكنها من القيادة الجيدة، فخضعت لدروس تعليمية لمدة شهرين في إحدى مدارس السياقة في الإمارة، ونالت رخصة القيادة في مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر، بعد اجتيازها اختبار القيادة بنجاح، الأمر الذي جعلها تقود مركبتها بحرفية عالية، وهي مطمئنة، نظراً لالتزامها بتطبيق جميع قوانين السير المتعارف عليها.
"أم عبدالله" تقول إن ابنتها كانت الوحيدة في الأسرة التي لديها رخصة قيادة، وكان عليها عبء شراء جميع مستلزمات المنزل، وتوصيلها إلى أي مكان ترغب فيه، خصوصاً إلى مزرعتين تمتلكهما من أجل الإشراف على سير العمل.
وبعد زواج ابنتها وانتقالها مع زوجها إلى دبي، شعرت بحاجة ملحة لتعلم قيادة المركبة، ما جعلها تقرر الحصول على رخصة القيادة.
المواطنة شريفة خالد (ستينية) تمكنت أيضاً من اجتياز اختبار قيادة المركبة بنجاح، وعن قصتها تقول: "تولدت لديّ رغبة كبيرة في الاعتماد على نفسي لتوفير المبالغ الكبيرة التي أدفعها لمركبات الأجرة مقابل ذهابي إلى الجمعيات التعاونية أو الدوائر الحكومية المختلفة لإنهاء معاملات ما، أو مراجعة المستشفى الذي أعالج فيه، أو زيارة أقاربي، وقد علمتني جارتي ـ نظرياً ـ كيفية القيادة، واتضح لي أنها ليست مهمة مستحيلة لمن هم في مرحلتي العمرية، وبعدها سجلت في إحدى مدارس تعليم قيادة السيارات، وبعد حصولي على 18 حصة دراسية، نجحت في اختبار القيادة على الطريق، وحصلت على الرخصة التي جعلتني أقود بثقة عالية على الطرقات المختلفة، وأضحيت على علم تام بقوانين المرور".
المواطنة "أم حسن" (61 عاماً)، قالت إن العمر لن يحول دون تحقيق الأحلام، إذ حصلت على شهادة الثانوية العامة وهي في عمر الـ52، بعد انتظامها بمقاعد الدراسة المسائية ثمانية أعوام متواصلة، فالطموح لا يعترف بعدد الأعوام، مضيفة أن تعلم جارتيها قيادة المركبات، وحصولهما على رخصتي قيادة، شجعها على الالتحاق بمدرسة تعليم القيادة، من أجل الحصول على دروس تعلم قيادة المركبة، والتي انتهت منها في أقل من شهرين، ومن ثم أهلتها للحصول على رخصة قيادة، وقد ساعدها ذلك على التنقل إلى الأماكن التي تزورها دون الاحتياج لأحد.مدير إدارة شرطة المنطقة الوسطى، العقيد أحمد عبدالله بن درويش، أفاد بأن التقديم على رخصة القيادة أمر متاح للجميع، بشرط إتمام السن القانونية للشخص المتقدم للحصول على الرخصة، إلى جانب اجتيازه الفحص الطبي المقرر، وفحص النظر، والقدرة الصحية، إضافة إلى اجتياز الامتحان النظري.
وقانون السير يتيح لجميع من أكمل 18 عاماً من عمره، ويتمتع بحالة صحية جيدة، بما في ذلك النساء اللواتي تجاوزن الـ60 عاماً من أعمارهن، الحق في التقدم لطلب رخصة قيادة، حسب بن درويش، الذي أشار إلى أنه رغم أن أعداداً كبيرة من المواطنات في المنطقة الوسطى في الشارقة توجهن أخيراً لتعلم قيادة المركبات، للاعتماد على أنفسهن في الذهاب إلى مزارعهن وعزبهن، وقضاء مختلف أمورهن الحياتية، إلا أن عدداً قليلاً منهن تقدم بطلب الحصول على رخصة قيادة، عازياً عدم تقدمهن إلى وجود تحديات عدة تواجههن، مثل عدم إجادة بعضهن للقراءة والكتابة، خصوصاً لمن تجاوزن سن الـ60، الأمر الذي يقف عائقاً أمامهن للنجاح في الامتحان النظري المقدم من إدارة المرور لطالبي رخصة قيادة.
فئة كبيرة من المواطنات من عمر 55 إلى 60 عاماً يتقدمن للحصول على دروس وحصص تعليم قيادة السيارات في المدارس والمعاهد المختصة، بعد أن يفتحن ملفاً في المرور للتقديم على رخصة قيادة، حسب مدير إحدى مدارس تعليم قيادة السيارات في الشارقة، راشد السويدي، الذي أشار إلى أن هذه الفئة العمرية تبدي حماسة كبيرة تجاه تعلم القيادة، في حين أن بعضهن يحصلن على رخصة القيادة في وقت قياسي وغير متوقع، كما أن معظم النساء من هذه الفئة العمرية ينهين بأنفسهن الإجراءات الخاصة بالتسجيل ودفع الرسوم وغيرها، باستثناء فئة قليلة منهن يعتمدن على أبنائهن في إنجاز هذه الإجراءات.
أرسل تعليقك