غاز دون رائحة داخل البيوت يتسبب في قتل 1100 شخص سنويًا
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يتواجد بشكل طبيعي في معظم أنحاء بريطانيا والبلدان الأخرى

غاز دون رائحة داخل البيوت يتسبب في قتل 1100 شخص سنويًا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - غاز دون رائحة داخل البيوت يتسبب في قتل 1100 شخص سنويًا

غاز أول أكسيد الكربون القاتل الخفي
لندن - كاتيا حداد

يعتبر غاز أول أكسيد الكربون كالقاتل الخفي، ولكن هناك حوالي 27 نوعًا من الغازات غير المعروفة والتي تتسبب في مقتل 1100 شخص في بريطانيا سنويًا وحدها في المنزل، وغاز الرادون المشع عديم الرائحة هو أحد الأمثلة.

ويتواجد غاز الرادون عديم اللون بشكل طبيعي في معظم أنحاء بريطانيا والعديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، وينبعث بكميات أو تركيزات مختلفة من العناصر المشعة كاليورانيوم، والتي تكون موجودة بشكل طبيعي في الصخور والتربة.

وأثبتت الدراسات الوبائية على صحة عمال المناجم التي قامت بها دائرة الصحة العامة الأميركية في الخمسينات والستينات وجود علاقة بين غاز الرادون وحالات الإصابة بسرطان الرئة، كما وينبعث غاز الرادون من الأرض وإنه يخفف بسرعة في الغلاف الجوي إلى تركيزات ضارة نسبيًا، ولكن في الأماكن الضيقة وعديمة التهوية في المباني والأقبية وتحت الأرض في المناجم، وتصبح مستويات تركيز الغاز عالية بشكل خطير.

 

وأجرت الولايات المتحدة بحثًا أكثر تفصيلًا حول الغاز خلال السبعينات والثمانينات، وسلمت أن تركيز الرادون في الأماكن السكنية من المباني والبيوت قد يصل إلى تركيزات بمستويات عالية بما يكفي ليشكل خطرًا ماديًا من سرطان الرئة، وبعد فترة قدمت الحكومة البريطانية سلسلة من السياسات والتدابير التنظيمية لرصد وتسجيل والإبلاغ عن مستويات غاز الرادون، وكذلك التوجيهات المتعلقة بالتخفيف من هذا الغاز في المباني.

وفي عام 1991، وضعت لوائح البناء في بريطانيا، موضحة ضرورة وجود تدابير للحماية من الرادون، ويجب أن تكون هذه التدابير موجودة في المباني الجديدة المعرضة لخطر الغاز.

ولا يسبب الرادون في حد ذاته تلفًا للأنسجة، لكنه من منتجات الاضمحلال ويشار إليها أحيانًا بالذرية أو بنات رادون، ويمكن استنشاق الغاز مع حصول تأثير ضار بسيط، ولكن المنتجات التي تشمل الرادون والتي يكون اليورانيوم مصدرًا لها، وتلك المعروفة باسم الثورون المشتقة من الثوريون وسلالة أخرى من بينها البيولونيوم يمكن أن تحدث ضررًا كبيرًا.

ويتراوح عمر هذه النظائر من نصف ثانية وحتى 138 يومًا، وهي تترسب داخل أنسجة الرئة لتسبب بعض الأمراض منها السرطان في وقت لاحق، وتقدر الحكومة البريطانية في بحوثها الحالية أن 1100 حالة وفاة سرطان سنويًا هي نتيجة مباشرة للتعرض لتركيزات عالية من غاز الرداون، وهذا رقم أعلى من الوفيات سرطان الرئة الذي يرتبط مع الأسبستوس.

ويقاس الرادون وتركيزه في بيركيل لكل متر مكعب، وفي بريطانيا يبلغ مستواه 200 بيركل / متر مكعب وهذا يشمل الحد الموصى به لتركيز النشاط من غاز الرادون في المنازل البريطانية، وعلى هذا المستوى فإن خطر إصابة غير المدخن بالسرطان هو أقل من 1 بين 200 شخص، ولكنه يزداد إلى 1 بين كل 7 أشخاص من المدخنين، وبالمثل فإن الخطر يزداد بشكل ملحوظ إلى إصابة شخص من 100 وشخص من ثلاثة إذا أصبح تركيز الرادون 800 بيركل / متر مكعب.

ويختلف تركيز الرادون في المباني وتتأثر بعوامل عدة الموقع أهمها، وهناك في بريطانيا مناطق يتركز فيها الرادون بمستويات عالية نظرًا لطبيعة الأساس الكامن، فعلى سبيل المثال بعض أعلى التسجيلات حتى الآن وجدت في المباني الواقعة في ديفون وكورنوال، فيما المباني التي لديها مستويات عالية من التهوية الطبيعية يكون تركيز الغاز فيها أقل، مثل الطوابق الأرضية التي يوجد تحتها فراغ للتهوية، إلى جانب تلك المباني التي شيدت بعد عام 1991 والتي خضعت لتدابير تخفيف مستويات الرادون.

ويحدد الأطلس الإرشادي لغاز الرادون في إنجلترا وويلز الصادر عن وكالة حماية الصحة عام 2007، سلسلة من الخرائط لإنجلترا وويلز يظهر فيها الأماكن المتأثرة بالرادون، مشيرًا إلى أن عدد المساكن التي تم قياسها، وجد فيها تركيز الرادون في أو فوق مستوى المعمول به.

وأظهرت بيانات عام 2002 لمستويات الرادون في 12800 منزل في منطقة كورنوال، تركيز الرادون 248 بيكريل / متر مكعب، وكان أعلاها 10000 بيكريل / متر مكعب وهو أعلى بخمسين مرة من المستوى المسموح، وبالعموم كان 5200 منزل الرادون فيها عند أو فوق المستوى المسموح، وعند قياس تركيزات الغاز في مقاطعة اسيكس، كان متوسط وجود الغاز 23 بيركيل / متر مكعب، مع عدم وجود مسكن واحد عند أو أعلى من المستوى المسموح.

وليست بريطانيا وحدها من تواجه مشكلة في غاز الرادون، فوكالة حماية الصحة الكندية ووزارة الصحة الكندية تؤكدان أن الغاز له صلة بسرطان الرئة وهو المسؤول عن وفاة 3000 حالة سنويًا بين مواطنيها.

وكشفت وكالة حماية البيئة الأميركية عن مستويات عالية من غاز الرادون في جميع أنحاء البلاد، وعلى سبيل المثال يبلغ تركيز الغاز في ولاية داكوتا الشمالية 148 بيركيل / متر مكعب، وعلى العكس تؤكد وكالة السلامة النووية والحماية من الإشعاع الأسترالية أن أستراليا لديها أدنى مستويات من غاز الرادون في العالم، والتي تصل إلى 20 بيريكل / متر معكب.

ولتقليل خطر الدرادون على الناس أن يعرفوا مستويات الغاز في أماكن سكناهم، ثم اتخاذ تدابير واسعة علاجية كالتهوية الجيدة، ولكن المشكلة الأكبر هو وعي القليل جدًا من الناس بمخاطر الغاز غير المرئية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاز دون رائحة داخل البيوت يتسبب في قتل 1100 شخص سنويًا غاز دون رائحة داخل البيوت يتسبب في قتل 1100 شخص سنويًا



GMT 04:58 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

النشاط البدني يضمن الإدراك الجيد مع تقدم العمر

GMT 04:51 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الالتهابات تسبب اضطراب الذاكرة قبل سن الشيخوخة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates