العين - جمال أبو سمرا
أطلق مركز "الشيخ محمد بن خالد آل نهيان" الثقافي، مشروع "مدرسة القهوة العربية"، حيث يتعلم طلاب هذه المدرسة "سنع القهوة"، وكيفية تقديمها، واستقبال الضيف ومعاملته وفقا للعادات والتقاليد العربية، التي تميز بها العرب من بين شعوب العالم، تعميقًا لروح الأصالة والتراث في نفوس الأجيال الجديدة، وتعزيز ارتباطهم بهويتهم الوطنية .
وأضافت المشرف الإداري العام في المركز، نعيمة قاسم، تقع علينا اليوم مسؤولية كبيرة في الحفاظ على تراثنا الإماراتي، ونقله للأجيال الجديدة، كجزء من هويتنا الوطنية.
وأوضحت أنَّ التراث ينقسم إلى مقومين أساسيين هما المقوم المادي الذي يشمل الآثار والمعالم التاريخية والحرف اليدوية والأدوات التي كان يستخدمها الآباء والأجداد، بينما يتجسد المقوم المعنوي في العادات والتقاليد والقيم التي تعبر عن المخزون الروحي للمجتمع.
ويأتي مشروع "مدرسة القهوة العربية"، ضمن رؤية لجنة التراث والهوية الوطنية في مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي في الحفاظ على الموروث الشعبي، وبتوجيهات من رئيس مجلس الإدارة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، التي تسعى جاهدة لدعم أجيال الوطن من خلال تعزيز برامج الهوية والانتماء والتواصل مع الموروث الشعبي وغرسه في نفوس الناشئة.
ويضم منهاج المدرسة طقوس إعداد القهوة العربية "سنع القهوة" وأنواعها وطريقة تقديمها وفق عادات أهل الإمارات، إذ يقدم مدربو المدرسة محاضرة نظرية بشأن أهم القيم والعادات والتقاليد الإماراتية في مجال الضيافة ومنها إعداد وتقديم القهوة العربية.
ويتطرق المدربون إلى كل ما يتعلق بإعداد القهوة العربية بدءً بتاريخها وأماكن استيرادها وكيفية صناعتها وطهوها وتقديمها، وثم يقدمون تطبيقًا عمليًا بمشاركة الطلبة لكل ما تم الحديث عنه نظريا، وفي نهاية الورشة يحصل الحضور على قصة مطبوعة بعنوان "سنع القهوة" وكتيب يضم كل ما جرى دراسته في الورشة .
وتتحدث مدربة وعضو متطوع في المركز نورة العامري، عن أهمية القهوة العربية ومكانتها في التراث الإماراتي، قائلة: القهوة العربية عنوان إكرام الضيف في تراث مجتمع الإمارات، وبالرغم من تنوع أنواع القهوة وأسمائها ومصادرها وطرق إعدادها، إلا أن صناعة القهوة العربية وتقديمها للضيف لها طريقة واحدة، فيما يعرف في الدولة بـ"سنع القهوة".
وأوضحت أنَّه قديما كان البدوي يشتري القهوة من مدن الساحل مثل دبي وأبوظبي، وأجود أنواعها التي استساغها أهل الإمارات القهوة السيلانية المستوردة من (سيريلانكا) والقهوة اليمنية والحبشية، ولكن كان الاعتماد على القهوة السيلانية، كما توجد أنواع من القهوة دخلت الأسواق وانتشرت مثل البن الأمريكي والبرازيلي والإفريقي والكيني .
وشرحت العامري طريقة الإعداد قائلة: تبدأ خطوات إعداد القهوة العربية بتحميصها بواسطة (المحماس)، إذ يتم تقليب حبات القهوة الخضراء حتى يصير لونها بنيا، وثم تُدق، وتضاف إلى دلة (التلقيمة ) وتستخدم هذه الدلة لغلي القهوة، إذ يسكب فيها الماء وتضاف القهوة المدقوقة، وتترك حتى تغلي، وفي العادة تظل هذه الدلة على النار منذ الصباح وحتى المساء، وتضاف لها كمية الماء والقهوة كلما نقصت، ولا يتم تغيرها حتى اليوم التالي.
وبيَّنت أنَّه من عادات البدو استخدام ثلاث دلال في ضيافة القهوة، الدلة الأولى (الخمرة) وهي دله كبيرة الحجم، تملأ بالماء وتوضع وسط الموقد كي يظل الماء بها ساخنا في حال الحاجة له لإعداد القهوة، أما الدلة الثانية (التلقيمة)، وهي الوسطى في الحجم تستخدم لغلي القهوة، إذ يسكب فيها الماء وتضاف القهوة حتى تغلي، وثالث أنواع الدلال وهي أصغرها حجما وتسمى (المزلة) وتمتاز بأنها تحافظ على لونها أكثر من غيرها، وذلك لأن النار لا تلفحها بعكس بقية الدلال، إذ يوضع فيها (الجناد) وهي مطيبات القهوة من هيل وزعفران ومسمار، ويتم صب القهوة فيها من دلة "التلقيمة" كي يدار بها في المجلس على الضيوف .
أرسل تعليقك