عبيد النعيمي رغم وفاته إلا أنه ذاكرة الحياة الأصيلة في العين
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تغنى في أشعاره بالأخلاق الحميدة

عبيد النعيمي رغم وفاته إلا أنه ذاكرة الحياة الأصيلة في العين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عبيد النعيمي رغم وفاته إلا أنه ذاكرة الحياة الأصيلة في العين

"شعراء ورواة من الإمارات"
دبي ـ جمال أبو سمرا

يمثل المرحوم عبيد بن معضد بن عبيد النعيمي الشاعر الراوية للحياة التقليدية في منطقة العين في الإمارات، فقد ولد في عام 1929 مزيد في العين، وأدرك المجتمع وهو لا يزال على أنماط حياته البدوية، وعاش فيه يمارس كل الأنشطة التي يمارسها أهله، ولكنّ تفتق موهبته في مجال الشعر دفعه لأن يكون راوية تلك الحياة الذي يوثقها في شعره ومروياته، فقد كان يتمتع بنباهة وفطنة جعلته يتنبه إلى كل التفاصيل الدقيقة لتلك الحياة، ويحتفظ بها في ذاكرته، حتى إذا ما تغيرت حياة المجتمع وانتقل إلى الاستقرار والمدنية الحديثة، أخذ النعيمي يروي تفاصيل تلك الحياة، ويبثها للأجيال حفاظا على أخلاق المجتمع الإماراتي من أن تذهب، فتتحلل روابطه، وتتبدل قيمه .

في لقاء للباحث عمار السنجري مع الراوية النعيمي منشور في كتابه "شعراء ورواة من الإمارات" يذكر النعيمي أن قبيلته كانت تقطن قرب جبل حفيت معظم الوقت، وكانوا يتنقلون بين عدة أماكن في المنطقة، ويروي كيف كانت الحياة شحيحة في ذلك الوقت، وفي مكابدة العيش معاناة شديدة، فالمسافات متباعدة، وتقطع على ظهر الإبل والحمير، وكانت السفرة بين العين وأبوظبي تستغرق أحيانا أربعة عشر يوما، ذهابا وإيابا، والمؤن تستجلب من المدن والحواضر البعيدة، وتستغرق هي الأخرى وقتا كثيرا، والماء يستخرج من الآبار ولا بد له من جهد، وقد يكون المكان بعيدا، ناهيك عن رعي الإبل وزراعة النخيل وغيره، كذلك كان المسافرون في المسافات الطويلة، يواجهون خطر قطاع الطرق الذين يغيرون عليهم وينهبون ما عندهم، لذلك كان الناس لا يسافرون إلا في مجموعات ويحملون معهم الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، فكل تفاصيل الحياة كانت فيها مشاقّ لا تنتهي .

ورغم تلك المعاناة، فإن النعيمي يعتبر الحياة التقليدية جميلة، ويتغنى بمحاسنها، وكل مروياته تشيد بمآثر الأقدمين، وما كانوا يتمتعون به من خصال، وهو يبرر ذلك بكون تلك الحياة بنيت على الأخلاق الحميدة، كالإيثار وإكرام الضيف والصدق، وإغاثة المحتاج، وكان الكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير، والناس يتقاسمون الرزق في ما بينهم، ويهبون لنجدة بعضهم بعضا، فالإنسان مهما عانى من تعب وشدة، يظل يحس بأنه ليس وحده، وأن وراءه أناساً مستعدون لنجدته في أي لحظة يريد فيها ذلك، وكان معضد يرى أن تلك الحياة قد تراجعت في مجتمعات اليوم، وأصبحت مهددة بالتلاشي إن لم ترسّخ في عقول وممارسة الأجيال الصاعدة .
يعد عبيد النعيمي شاعرا شعبيا مرموقا كان يحضر مجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويلقي فيه قصائده، كما كان له حضور في برامج الشعر التي كانت تبث على القنوات الإذاعية والتلفزيونية الإماراتية، وأغلب شعره حكمة ودعوة إلى الحق والخير، وجاء فيه على كل الأغراض التقليدية، كالمدح والرثاء والفخر والغزل والوصف، وشعر النصائح والحكمة، وتتسم لغته بالأصالة، وصوره جميلة مستقاة من البيئة التقليدية التي تربى فيها، وقد بدأ ممارسة الشعر في سن المراهقة، فكان يصاحب الشعراء الكبار في منطقته ويحفظ عنهم شعرهم، وشعر غيرهم حتى تكونت له ثروة شعرية كبيرة، وخبرة متميزة، أهلته لأن يكون شاعرا مجيدا، وأن يناظر شعراء معروفين آنذاك في منطقة العين وعمان والسعودية، ما شحذ همته، وأذاع صيته .

إلى جانب ذلك كان النعيمي حسن الصوت معروفا بشلاّته الجميلة التي يتغنى بها، فيطرب سامعيه، وقد حظي باهتمام رسمي فكان يستدعى للأنشطة الشعرية والتراثية ليلقي شعره أو يحكي مروياته، وقد كرّمته إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عام 2007 .

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبيد النعيمي رغم وفاته إلا أنه ذاكرة الحياة الأصيلة في العين عبيد النعيمي رغم وفاته إلا أنه ذاكرة الحياة الأصيلة في العين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates