عماد الدين أديب
فى يوم واحد حدثت 3 حوادث إرهاب دينى من القوى التكفيرية المشبوهة حول العالم.
أمس الأول (الجمعة) حدث اعتداء على مصنع فرنسى للغاز قرب مدينة ليون بواسطة مهاجر يعيش فى فرنسا له نشاط دينى وكان يخضع للمراقبة.
وفى مدينة سوسة بتونس تم تفجير فندق يضم سياحاً أجانب أغلبهم إنجليز.
وفى مدينة الكويت، تم تفجير مسجد.
فى الأماكن الثلاثة: ليون، وسوسة، والكويت كان هناك ضحايا من قتلى ومصابين، وفى الأحداث الثلاثة تم رفع علم داعش واستغلال اسم الإسلام.
هذا النوع من الإرهاب التكفيرى هو نوع من «الترويع وخلق صورة ذهنية» حول شيطان مخيف يريد إعطاءنا الانطباع بأن لديه قدرات هائلة منتشرة حول العالم كله.
المطلوب فعلاً، أن يخاف العالم وأن يشعر بالرعب من هذا النوع من الذين يرفعون شعار الإسلام.
لا بد من ملاحظة أن هذه الأحداث تمت كلها فى ذات اليوم الذى اجتمعت فيه كل قيادات أوروبا فى مدينة بروكسل لبحث خطة تضم أجهزة أمن أوروبا ودول حلف الناتو من أجل مواجهة داعش وحصار عملياتها فى تجنيد الشباب فى الدول الأوروبية.
ونجح «داعش» بالفعل فى توجيه الرسالة لهذا المؤتمر بدليل أن الرئيس الفرنسى «أولاند» قام بمغادرة مقر قاعة الاجتماعات فى بروكسل قاطعاً زيارته وقيامه بالعودة على الفور إلى بلاده لمتابعة ملف عملية ليون الإرهابية، وقيامه بدعوة المجلس الأعلى المصغر للأمن القومى الفرنسى لبحث الموقف.
هذه العمليات القذرة لا يمكن أن تكون دفاعاً عن الإسلام أو بهدف إعلاء كلمة الله أو نصرة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.
هذه العمليات هى أسوأ دعاية للإسلام والمسلمين والعرب المقيمين فى أوروبا، والعرب بوجه عام.
إن هذا التشويه المنهجى لا يمكن تفسيره على أنه فهم مغلوط للإسلام ورؤية ضالة لمبدأ الجهاد فى الإسلام.
إن هذه الكوارث التى تسىء إلينا لا تخفى على طفل صغير درس المبادئ الأولية للإسلام.
وفى يقينى أنه سوف يأتى يوم قريب سوف تتكشف لنا الأدوار القذرة والتآمرية للجرائم التى ترتكبها هذه الجماعات تحت راية الجهاد وشعارات الإسلام.
سوف نكتشف قريباً أن كل ما حدث من جرائم ذبح وقتل وخطف وحرق وسبى للنساء وتحطيم للآثار وحرق للكنائس وصلب للأبرياء هى خطة مقصودة لمؤامرة أكبر تستهدف تأليب العالم على كل ما هو عربى ومسلم على أساس اعتبار الشرق الأوسط منطقة خطر على البشرية!