عماد الدين أديب
ماذا تعنى القرارات الملكية الأخيرة التى أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؟
أهم ما فى هذه القرارات على الإطلاق أن الملك سلمان ابن الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، هو آخر أبناء الملك المؤسس الذين سيتولون حكم البلاد.
وبتقديم الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أصغر أبناء الملك عبدالعزيز الأحياء، طلب إعفائه من منصب ولاية العهد وتولى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز هذا المنصب فإن هذا يعنى أنه الانتقال النهائى والتاريخى لحكم السعودية من مرحلة «الأبناء» إلى مرحلة «الأحفاد» ودخول الجيل الثانى بشكل سلمى إلى الحكم.
هذا يعنى أن حكم أبناء الملك عبدالعزيز الذين يتجاوز أصغرهم الخامسة والسبعين قد انتقل إلى جيل الأحفاد الذين يبلغ متوسط أعمارهم من الخمسين إلى الستين عاماً.
ويعنى ترشيح الأمير محمد بن نايف للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كى يكون ولىّ ولىّ العهد أن الجيل الثلاثينى من العمر من أحفاد العائلة قد دخل أيضاً فى الحياة السياسية وفى رأس السلطة. ويأتى طلب الأمير سعود الفيصل إعفاءه من منصبه كوزير للخارجية كحدث بالغ الأهمية.
شغل الأمير سعود هذا المنصب باقتدار أكثر من 45 عاماً، قام خلالها بمعالجة عشرات الأزمات الإقليمية والدولية، بدءاً من الحرب الأهلية فى لبنان، إلى حرب أفغانستان، إلى حرب العراق وإيران، وصولاً إلى غزو العراق للكويت، حتى حروب الربيع العربى، إلى أن كان أحد كبار الذين أداروا معركة عاصفة الحزم باقتدار.
ترك عميد الدبلوماسية العربية والعالمية مقعده الوزارى لدبلوماسى شاب وقدير هو السفير عادل الجبير الذى خدم معظم حياته الدبلوماسية فى السفارة السعودية بواشنطن وتدرّج بها من أصغر المناصب حتى أصبح سفيراً لبلاده منذ 9 سنوات.
ويُعتبر عادل الجبير أول من لا ينتمى إلى العائلة المالكة السعودية يتولى هذا المنصب. هذا كله يدل على سرعة حركة عهد حكم الملك سلمان الذى يقود البلاد بيد قوية وإيقاع سريع غير معتاد فى الرياض. وقد لا يبدأ فلاسفة التنظير فى مصر تفسير ما حدث مؤخراً فى الرياض تفسيرات مصرية محلية، فإن الأمر المؤكد أن قرارات الملك سلمان هى قرارات ذات دوافع داخلية محضة لا علاقة لها بأى دوافع إقليمية أو دولية.