عماد الدين أديب
«ثبتت الرؤية» واتضح التفاهم الأمريكى - الإيرانى بشكل غير قابل للنقاش!
قد يبدو للوهلة الأولى أن محادثات «فيينا» بين إيران والدول الكبرى «الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، ألمانيا، وممثلة مفوضية الاتحاد الأوروبى» قد تعثرت، لكن هذا غير صحيح.
المعلومات المؤكدة من «فيينا» تؤكد أن الاتفاق الإطارى على المبادئ العامة قد تم التوصل إليه، لكن الإشكالية تكمن فى عشرات التفاصيل الفنية الفرعية فى 3 قضايا رئيسية:
1- مسألة وضع قيود واضحة على عملية التخصيب.
2- الشفافية المطلوبة من الجانب الإيرانى فى جميع المسائل الفنية، وبالذات إعطاء حق التفتيش الدائم والدخول للمنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها مفاعل «أراك».
3- إجراءات رفع العقوبات المالية والاقتصادية والتجارية على إيران وجدولة الأموال المحتجزة لدى بنوك الدول العظمى.
وتأتى مسألة الإفراج عن الأموال، وبالذات الموجودة فى البنوك الأمريكية، لتمثل إشكالية كبرى لدى إدارة الرئيس «أوباما».
الإدارة الأمريكية الحالية لديها الرغبة، ولكن ليست لديها -الآن- القدرة، لأن الأمر يحتاج إلى موافقة «الكونجرس» الذى أصبح يحظى بأغلبية جمهورية فى مجلسيه، وفى حالة طرح رغبة البيت الأبيض الآن لرفع الحظر فإن «الكونجرس» الجمهورى سوف يرفض بأغلبية ساحقة.
إذن فالتأجيل الذى أُعلن عنه ليس بسبب خلاف جوهرى بين الطرفين، ولكن لإعطاء فسحة من الوقت كى تتمكن الإدارة الأمريكية من ترتيب الأوضاع مع «الكونجرس» لتمرير الاتفاق الذى لا يمكن قبوله الآن دون التفاصيل الفنية المطلوبة.
إذن كانت الصيغة هى تمديد فترة المفاوضات، وعمل اتفاق إطارى والإفراج الجزئى عن مبلغ 700 مليون دولار شهرياً لإيران.
الأمر المؤكد أن بداية شهر عسل أمريكى - إيرانى تتم بين الرئيس روحانى والرئيس أوباما سوف تنتهى بترتيبات سوف يدفع ثمنها العالم العربى وتركيا وإسرائيل غالياً.
ويقولون الآن فى طهران لا بد من إنهاء الاتفاق فى عهد «أوباما»، لأنه الرئيس الأضعف!