بقلم :عماد الدين أديب
نحن نعيش فى عالم مأزوم اقتصادياً، مضطرب مالياً، سائل، ومتغير بشكل مخيف سياسياً، يفكر شعبوياً، متخلف إنسانياً، غير متسامح دينياً، عاد ليصبح طائفياً عنصرياً.
نحن باختصار نعيش حالة المنحنى الهابط فى الثورة الصناعية، تلك المرحلة التى يزداد فيها دور التقنية والتكنولوجيا بشكل متصاعد وتهبط فيا منظومة القيم والأخلاقيات والإنسانيات بشكل مخيف.
مَن لا يفهم هذه الحالة ولا يقرأ هذه المعادلة المعقدة الصعبة سوف يدخل فى نفق مخيف من التخبط.
مَن لا يفهم هذه الحالة ولا يقرأ جيداً حركة تبديل مراكز القوى فى مجلس إدارة العالم سوف يبتلعه حوت الجهل بالواقع، ولن يرى النور أبداً.
نحن فى عالم تسيطر عليه حروب الطوائف، والحروب بالوكالة، واستخدام الدين للسيطرة، واستئجار أراضى العالم العربى كمسرح عمليات عسكرية تقوم فيه مخابرات دول الكبار بممارسة صراعها الدموى على أراضيه.
نحن فى عالم تم استخدام أجساد وأراضى وسكان العالم العربى بمثابة معرض لأحدث أسلحة القتل للصناعات العسكرية.
وكان التجار الكبار فى واشنطن وموسكو وبكين وكوريا الشمالية ولندن وباريس وألمانيا يقدمون لنا تجربة بالأسلحة الحية وبلحوم ودماء وأجساد شبابنا لأحدث منتجاتهم العسكرية.
هل تريد الميج الجديدة؟ هل تريد صواريخ (إس 300) أو (إس 400)؟ هل تريد الفانتوم التى لم تعط إلا لإسرائيل؟ هل تريد صواريخ الباتريوت بعد التعديلات؟
هل تريد صواريخ كورية شمالية مباشرة، أم تريدها عليها العلامة التجارية لإيران؟
ماذا تريد: قوة نيران أكبر؟ قوة تدمير أشد؟
حتى السلاح الكيماوى سوف نبيعه لك سراً، ولكن سوف نصدر بيانات إدانة إذا تم ضبطك تستخدمه!
هذا العالم المأزوم الذى سجل إجمالى ناتجه القومى العالمى، أى كل دول العالم، ما مجموعه 86 تريليون دولار، بينما بلغ حجم مديونيته 267 تريليوناً.
هذا عالم مخيف للغاية يتاجر فى كل شىء، ويبيع كل شىء، ولا يحترم أى شىء، ويكذب فى كل شىء، لذلك فهو يحمل بداخله عناصر الفناء أكثر من عناصر البقاء.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.