بقلم : عماد الدين أديب
قام رئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد بمبادرة يندر أن تتم فى العلاقات بين الدول الكبرى، وهى إعلانه عن رغبته فى إعادة التفاوض حول اتفاقات عملاقة بين بلاده والصين الشعبية.
وأمس الأول، وصل مهاتير محمد إلى الصين فى زيارة تستغرق 5 أيام يلتقى فيها رئيس الجمهورية الصينية «بينج» ونظيره شن كانج الذى كان قد أبرم هذه الصفقات فى عهد رئيس الوزراء الماليزى السابق الذى أطاحت به عمليات فساد كبرى مما استدعى القوى السياسية الماليزية إلى مطالبة مهاتير (90 عاماً)، الذى كان قد تقاعد، بالعودة إلى السياسة للإنقاذ والإصلاح.
تبلغ قيمة العقود التى يريد مهاتير إعادة مناقشتها من بداية البداية 20 مليار دولار أمريكى.
ويبرر مهاتير مطالبته بإعادة التفاوض حول هذه العقود ليس لأن لديه مشكلة مع الجانب الصينى ولكن لأنه لا يطمئن للدراسات التى أجراها الجانب الماليزى، وللسرعة المريبة التى تم بها إنجاز هذه الاتفاقات.
وقال مهاتير إن نقص الشفافية فى أى اتفاق مالى أو تجارى يؤدى إلى الشك فى جدوى المشروع، وفى حقيقة خدمته للاقتصاد الوطنى وليس لمجموعة من السماسرة الفاسدين.
المثير أن الجانب الصينى الذى أعلن منذ 3 أشهر فى مؤتمر الحزب الشيوعى الحاكم أنه يواجه صعوبات حقيقية فى محاربة الفساد الحكومى يبارك خطوات مهاتير وأعلن أنه على استعداد كامل لإعادة فتح المفاوضات مع الجانب الماليزى لضمان الشفافية.
المذهل أن مهاتير لا يطالب فقط بإعادة التفاوض حول الصفقات مع بكين، ولكن يطالب الجانب الصينى بأفضل أسعار، وأفضل شروط تمويل، وأطول فترة سداد مع أحسن مواصفات للجودة.
المصدر : جريدة الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع