إيران، تركيا، داعش، أبرز من أراد استثمار حالة الانشغال الكامل العالمى بوباء فيروس كورونا لتسخين المنطقة والضغط الخارجى من أجل التغلب على أوضاعهم المأزومة داخلياً.
إيران قررت تسخين المنطقة من خلال الحوثيين فى اليمن، وحزب الله فى لبنان بعدما ظهر جلياً الانكشاف المخيف لسوء الإدارة الحكومية، وفشل إدارة الأزمة، وسقوط النظام الصحى فى التعامل مع ملف كورونا.
تركيا، بعدما ساء الوضع الاقتصادى الداخلى وكسر الدولار معدل السبع ليرات تركية تحركت على 4 محاور:
1 - إرسال طائرات (إف 16) إلى قاعدة جوية قرب طرابلس بهدف إحداث نقلة نوعية فى ميزان العمليات العسكرية.
2 - الإشراف والتمويل والنقل لـ7400 تكفيرى سورى إلى جهة القتال فى ليبيا لمساندة قوات جبهة الوفاق.
3 - إعادة تسخين ملف قضية «خاشقجى» قضائياً ودولياً بهدف ابتزاز السعودية والإساءة المتعمدة لقيادتها.
4 - إرسال مساعدات طبية وغذائية لأكثر من 50 دولة، وكأن تركيا دولة عظمى، رغم أنها غير قادرة على إنقاذ الوضع الصحى داخل تركيا ذاتها.
أما داعش فقامت بعد انخفاض فى مستوى عملياتها فى سوريا والعراق، بالعودة إلى إدارة عمليات إرهابية فى العراق ومصر.
منذ 3 أيام، أعلنت داعش عن مسئوليتها عن عملية إرهابية إجرامية فى منطقة بئر العبد، أدت إلى استشهاد ضابط وصف ضابط و9 جنود فى مركبة مدرعة.
وأمس الأول، قامت داعش بعدة عمليات فى محافظة الأنبار وجنوب الموصل و«جالولاء» وتكريت وأربيل، راح ضحيتها 23 شخصاً.
وتم رصد 150 عملية لداعش فى شهر أبريل الماضى، بعدما كان عدد عملياتها قبل ذلك، أى منذ يناير، 88 عملية.
ويشعر تنظيم داعش بأنه تلقى ضربتين موجعتين خلال الشهور الماضية، الأولى باغتيال زعيمه أبوبكر البغدادى، وقيام التحالف الدولى بتحرير 110 آلاف كيلومتر كان يحتلها التنظيم، وكان يسيطر فيها على 7.5 مليون نسمة.
فى ظل هذا كله لا تتوقف قطر عن تصعيد الهجوم الإعلامى فى جميع أدواتها ووسائلها بشكل هستيرى منذ أسبوعين ضد كل من مصر والسعودية والإمارات بعدما أدركت الدوحة أنه لا أمل قريباً فى أى إمكانية للمصالحة مع هذه الدول.
ورغم أن أداء الإدارة القطرية قد ثبت ارتباكه الشديد فى أزمة الكورونا، فإن التمويل القطرى لم يتوقف لعمليات داعش فى سيناء وليبيا وللقوات العسكرية التركية فى سوريا ولجبهة النصرة وما تبقى منها.
الانشغال العالمى بالوباء الفيروسى مؤقت وليس أبدياً، وتحركات كل القوى التى حاولت العبث بقواعد وحدود الصراعات سوف يعاد النظر فيها وتصحيحها عاجلاً أو آجلاً.