قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

 صوت الإمارات -

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

بقلم - عماد الدين أديب

قرار الإدارة الأمريكية بإدراج الحرس الثورى الإيرانى فى قائمة الإرهاب الدولى، هو أول إدراج فى التاريخ المعاصر لاعتبار جيش بأكمله من القوى الموصومة بالإرهاب.

هذا القرار يأتى بعد تصعيد متدرج منذ شهر كامل للحرس الثورى الإيرانى تحت دعوى «أنها منظمة تدعم مادياً وعسكرياً أعمال الإرهاب فى المنطقة». القرار -للأمانة- نتيجة منطقية للدور الخطر والامتدادى للحرس الثورى فى المنطقة.

هذا القرار سبقه خلال العامين الماضيين:

تأسيس الحرس الثورى الإيرانى عقب الثورة الإيرانية التى جاء فى دستورها نص صريح يقول: «لا بد أن يكون للثورة حرسها، ويسعى إلى حمايتها وتنفيذ رؤيتها فى الداخل والخارج».

ويضم الحرس الثورى 120 ألف جندى وضابط نظامى، ولديه 90 ألفاً من فرق المقاومة، ولديه أيضاً أكثر من 300 ألف تحت الطلب فى قوات الاحتياط، ويأتمر أساساً من قِبل المرشد الأعلى.

يتسلح الحرس بالقوات البرية والبحرية والجوية، ويضم فى تسليحه مدرعات وصواريخ باليستية ومروحيات وطائرات مسيَّرة وغواصات وقطع بحرية وقوارب مطاطية.

تم إدراج أسماء منفردة من كبار المسئولين الإيرانيين فى قوائم الإرهاب وتطبيق كل قواعد وإجراءات العقوبات المتعارف عليها دولياً.

وجاء الرد الإيرانى على لسان محمد جعفرى، قائد قوات الحرس الثورى، قوياً مهدداً حينما قال: «إنه فى حال تطبيق هذا القرار الأمريكى فإن الحرس الثورى لن يقف صامتاً، وإن القوات الأمريكية فى غرب آسيا لن تنعم بأى استقرار».

والحرس لديه -بالفعل- خبرات قتال متكررة فى الحرب العراقية - الإيرانية، وضد تمرُّد الأكراد، وحرب البوسنة وبلوشستان وسوريا ولبنان واليمن، وضد «القاعدة وداعش» والمعارضة السورية.

هذا القرار التصعيدى من قِبل إدارة ترامب يسير بالتوازى مع مجموعة العقوبات الاقتصادية القاسية التى اتُّخذت منذ 4 أشهر ضد إيران، والتى تتصاعد يومياً حتى تصل إلى المنع الكامل لتصدير النفط الإيرانى، والوصول بالمبيعات التى تشكل الدخل الرئيسى للبلاد إلى أدنى حالاتها، مما سيجعل طهران وقيادتها وحلفاءها فى حالة ضغط وتوتر غير مسبوقين.

القرار الأمريكى يضع المنطقة كلها فى حالة استنفار وتوتر، ويضع القوات والمصالح الأمريكية فى العراق وسوريا وأفغانستان فى وضع شديد التهديد وبالغ المخاطر.

وكما يقول أهل مصر «فإن المشرحة لا تنقصها جثث قتلى»، لذلك فإن القرار الأمريكى جاء فى أسوأ الأوقات، حيث هناك حالة سيولة شديدة، ووصول أوضاع كثير من الملفات إلى مرحلة حافة الهاوية، لذلك فإن البعض يعتبر قرار واشنطن بمثابة صب الزيت على النار بعد ضم القدس والجولان.

ها هى الجزائر فى اختبار شديد من موقف قيادة الجيش، لرغبة المعارضة فى التخلص من رموز النظام السابق.

وها هى جماهير المعارضة السودانية تستجيب لدعوة النقابات المهنية، وتحاصر قيادة الجيش السودانى فى وزارة الدفاع، وتبدأ إضراباً عاماً وتهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام».

وها هى إسرائيل تدخل فى معركة مجهولة النتائج لاختيار رئيس حكومة جديد.

وها هى ليبيا تدخل فى معركة تكسير عظام بين قوات الوفاق الوطنى وقوات جيش المشير حفتر.

وها هى تركيا فى توتر شديد بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وخسائر الأغلبية للانتخابات المحلية، والخلاف مع واشنطن حول صفقة صواريخ «إس 400» مع روسيا.

منطقة ملتهبة، معظم أنظمتها على حافة الهاوية، الأسئلة فيها أكثر من الإجابات، والمخاوف سحابة عظمى تظلل المنطقة من المحيط للخليج.

وكأننا بحاجة إلى تسخين جديد من «ترامب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates