10أسابيع من القلق في واشنطن هل من مفاجأة للشرق الأوسط في الوقت المستقطع

10أسابيع من القلق في واشنطن.. هل من مفاجأة للشرق الأوسط في "الوقت المستقطع"؟

10أسابيع من القلق في واشنطن.. هل من مفاجأة للشرق الأوسط في "الوقت المستقطع"؟

 صوت الإمارات -

10أسابيع من القلق في واشنطن هل من مفاجأة للشرق الأوسط في الوقت المستقطع

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

ليس الأميركيون وحدهم من يستشعرون قلقاً بالغاً جراء استطالة حالة الغموض التي تلفّ لحظة الانتقال بين إدارتين... شعوب المشرق العربي و إيران، تعيش بدورها وضعاً كهذا، في ظل "تطاير" التقارير والتسريبات التي ترجح إمكانية قيام إدارة الرئيس دونالد ترامب، في ربع الساعة الأخير، باتخاذ خطوة أو خطوات، من شأنها أن تحدث تغييراً جوهرياً على مسار الأحداث والتطورات في الإقليم، يصعب احتواء نتائجه وتداعياته المستقبلية.

ومثلما تُقلّب وسائل إعلام أميركية، شتى الاحتمالات، ومن شتى الجوانب، لمسار "المحاكمات" و"المماحكات" الناشط في #واشنطن، في مسعى منها للإجابة على سؤال: هل سيتم الانتقال، بسلاسة أم بغير بذلك، متى وكيف؟ فإن الأوساط السياسية والإعلامية في عواصم المنطقة، تتداول بدورها حزمة من السيناريوهات والاحتمالات، تغذيها وترجح بعضها التسريبات التي لا تتوقف لصحف ومواقع إخبارية أميركية، تتناول هذا الموضوع، بكثير من الجدية، وغالباً بالاعتماد على "مصادر أمنية موثوقة"، وتكاد معظم هذه التسريبات تدور في مسارين اثنين: إيران والمسألة الفلسطينية.

على المسار الإيراني؛ تبدأ التسريبات بالحديث عن احتمال قيام الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو كلتاهما، بتوجيه ضربات نوعية مؤلمة لأهداف إيرانية، نووية بالأساس... لا تفاصيل تذكر حول "طبيعة" هذه الضربات، وما إن كان سيتم تنفيذها بوسائل "سيبرانية" أو بالأسلحة التقليدية المعتادة: صواريخ دقيقة وقنابل ذكية وقاذفات استراتيجية... أم أن المسألة ستقتصر على تنفيذ "اغتيالات" لشخصيات إيرانية وحليفة، داخل إيران أو في مناطق نفوذها.

التكهنات على هذا الصعيد، لا تقتصر على إمكانية حدوث "الضربة" وطبيعتها فحسب، بل تشمل ردود الفعل المحتملة لإيران على عمل كهذا، وما إن كانت طهران سترد بضرب أهداف أميركية مباشرة، أم ستضرب العمق الإسرائيلي، وكيف سينعكس تطور كهذا على الوضع في العراق و لبنان، وربما في قطاع غزة و اليمن ... باب التكهنات مفتوح على مصراعيه، وصناع القرار في الإقليم، يأخذون المسألة على محمل الجد.

لكن "سيناريو الضربة العسكرية" ليس السيناريو الوحيد المتداول على هذا المسار، فهناك تكهنات بحزمة جديدة من العقوبات ضد مؤسسات وشخصيات إيرانية، تستكمل تكتيك "أقصى الضغوط" الذي اعتمدته إدارة ترامب، أساساً في سياستها ضد طهران، على أن تشمل العقوبات هذه المرة، مروحة واسعة من أصدقاء طهران وحلفائها و"حلفاء حلفائها"، بدءاً بزعيم التيار الوطني الحر، صهر الرئيس ميشيل عون، النائب جبران باسيل، مروراً بحزمة العقوبات على شخصيات ومؤسسات سورية وعراقية. وربما يجري إدراج جماعة "أنصار الله" الحوثية، على القائمة الأميركية السوداء للجماعات الإرهابية.

هذا السيناريو، وإن كان أقل وطأة على إيران مباشرة، إلا أنه سيسهم في تعقيد الجهود الرامية التوصل لحلول سياسية لبعض أزمات المفتوحة، والتي من المحتمل أن تنشط حال تسلم جو بايدن مقاليد الرئاسة بعد العشرين من يناير القادم ... لقد رأينا مزيداً من العراقيل على طريق تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري بعد الإجراء الأميركي الخاص بجبران باسيل، ومن المتوقع أن يزداد المشهد العراقي تأزماً في حال التوسع بفرض عقوبات إضافية على مسؤولين عراقيين من أصدقاء إيران، والمؤكد أن جهود حل الأزمة اليمنية ستصاب بطعنة نجلاء، حال إدراج الحوثيين على القائمة ذاتها، لاسيما وأنهم يمثلون طرفاً أساسياً، لا يمكن تصور أي حل سياسي لليمن من دون مشاركته.

وإذا كان من المؤكد أن أنباء كهذا، تسعد أصدقاء الرئيس ترامب وإدارته في المنطقة، وبالذات في إسرائيل و السعودية و الإمارات، فإن من المرجح أن يكون المسؤول الأميركي عن الملف الإيراني، إليوت إبرامز، الذي جال في المنطقة، قد بحث أموراً كهذه، مع قادة الدول التي زارها. ولقد كان لافتاً أن الرياض دعت في ختام اجتماع أخير لمجلس الوزراء السعودي، وعلى لسان العاهل السعودي، المجتمع الدولي للتصدي لدور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، والتصدي لطموحاتها النووية والصاروخية.
ولقد فسّر محللون أميركيون وإسرائيليون التردد (والتأخر) في قيام قادة هذه الدول بتقديم التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، على أنه "استمهال" لمعرفة ما في جعبة الموفد الأميركي، وما الذي تنتوي إدارة ترامب أن تفعله في الأسابيع العشرة الأخيرة من ولايتها، وحتى لا يتسبب أي موقف متسرع يصدر عن هذه الدول، بإزعاج إدارة ترامب، ويثنيها عمّا يمكن أن تفعله، أو تنوي فعله... وفي هذا السياق فقط، يمكن تفسير "تسريع" إقرار صفقة طائرات "F 35" وملحقاتها التي أبرمتها دولة الإمارات مع واشنطن وبقيمة تخطت 23 مليار دولار.

على المسار الفلسطيني، لخصت المصادر الإسرائيلية بثلاث نقاط، ما الذي يمكن أن تنتظره إسرائيل في الأسابيع العشرة القادمة، أو بالأحرى ما الذي يمكن أن تطلبه من إدارة ترامب، بوصفه "خدمة أخيرة"، يمكن تقديمها لها فيما تبقى لها من وقت في البيت الأبيض:
الأولى؛ اعتراف أميركي فوري بقيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، سواء تلك التي أجازت خرائط "صفقة القرن" ضمها، أو في حال الاكتفاء بضم "المستوطنات الكبرى"، على اعتبار أن أي حل سياسي مستقبلي للمسألة الفلسطينية لن يشمل تفكيك هذه الكتل الاستيطانية.

الثانية؛ وكتعويض لها عن إقرار واشنطن صفقة F35 مع الإمارات، فإن إسرائيل ستطلب من إدارة ترامب تزويدها بأسلحة نوعية وذخائر أكثر تطوراً، لتعزيز "تفوقها الاستراتيجي" في المنطقة، على أن يجري إبرام صفقة بهذا الشأن، في المرحلة الانتقالية، وقبل تولي جو بايدن زمام الإدارة، علماً بأن الإدارات الأميركية الديمقراطية لم تظهر يوماً "التزاماً أقل" بأمن إسرائيل وتفوقها النوعي.

الثالثة؛ وتخص إيران، وهي كما سبقت الإشارة، تتصل بتوجيه ضربات نوعية ضد منشآت وأهداف تتعلق ببرنامجي إيران النووي والصاروخي، إن لم يكن الهدف منها منع إيران من الحصول على "القنبلة" و"وسائط نقلها"، فعلى الأقل، تأخير هذا المسعى وعرقلته لسنوات إضافية قادمة، لاسيما وأن إسرائيل تخشى "انفراجاً" في علاقات واشنطن بطهران، وعودة إدارة جو بايدن للاتفاق النووي، وخروج إيران من قبضة "أقصى الضغوط" التي أنهكت اقتصادها، وقلصت مواردها، وأضعفت قدرتها على دعم وإسناد حلفائها في الإقليم.

أياً تكن، الخطوة التي ستقدم عليها إدارة ترامب في "الوقت المستقطع"، بدفع من "تيار آيديولوجي" نافذ في أوساطها، وبتشجيع من حلفائها في الإقليم، فسيترتب عليها نتائج وتداعيات قد يصعب على إدارة بايدن احتواء آثارها، لكأننا أمام محاولة فرض وقائع على الأرض، وبصورة استباقية، تزرع مزيداً من الألغام على دروب الرئيس المنتخب في السياسة الخارجية، بعد أن تم "تفخيخ" طريق انتقاله إلى البيت الأبيض، بكثير من العقد والتعقيدات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

10أسابيع من القلق في واشنطن هل من مفاجأة للشرق الأوسط في الوقت المستقطع 10أسابيع من القلق في واشنطن هل من مفاجأة للشرق الأوسط في الوقت المستقطع



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates