الأمريكى الأسود والانتخابات الأخيرة
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

الأمريكى الأسود.. والانتخابات الأخيرة

الأمريكى الأسود.. والانتخابات الأخيرة

 صوت الإمارات -

الأمريكى الأسود والانتخابات الأخيرة

إكرام لمعي
بقلم - أكرم علي

من المعروف تاريخيًا أن الأطفال السود كانوا يُخطفون من أهاليهم وأوطانهم ويُباعون لتجار الرقيق ــ وبعضهم كانوا من العرب ــ الذين يعبرون المحيط بهم فى سلاسل إلى نيويورك ويبيعونهم للأمريكان البيض. وظل هؤلاء عبيدًا حتى تم تحريرهم على يد الرئيس إبراهام لنكولن، الذى كان محاميًا قبل أن يُنتخب الرئيس رقم ١٦ للولايات المتحدة الأمريكية من ١٨٥ إلى ١٨٦٥م.
وقد شن حربًا على الولايات الجنوبية التى رفضت تحريرهم، وتم اغتياله فى ٥ إبريل ١٨٦٥م عقب انتخابه للدورة الرئاسية الثانية. وهكذا ظل السود يناضلون ليتساووا مع البيض كمواطنين أمريكيين، إلا أنهم لم يصبحوا مواطنين كاملى الأهلية.. فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى قُدمت اقتراحات لإعادة السود إلى إفريقيا، لكن لم تنجح هذه المحاولات فى مسعاها، ولم يتم تحريرهم كاملًا إلا فى ديسمبر ١٨٦٥م، حيث تم تحرير 4 ملايين من العبيد السود، ولم يتم اعتمادهم كمواطنين كاملى الأهلية حتى اغتيل مارتن لوثر كنج قائد ثورة المساواة صاحب الجملة الشهيرة I have a dream «عندى حلم» عام ١٩٦٨م. وهكذا أصبح السود مواطنين أمريكيين.
وكان مجيء أوباما كأول رئيس أسود عام ٢٠٠٤م ورحب به السود والبيض، لكن للأسف لم يساعد السود ــ كالعادة، فمعدل البطالة عند السود ارتفع فى عهده من ٧٫٤% إلى ١٠% وبين الشباب من ٢٠% إلى ٤٠%، وهكذا بدأت العنصرية الحديثة تجاه السود عام ٢٠٢٠م على يد ضباط شرطة.

***
وسوف تتساءل ــ عزيزى القارئ ــ لماذا هذه المقدمة التاريخية الطويلة عن سود أمريكا وما هى مناسبتها؟! الإجابة أنه بعد نجاح ترامب الأمريكى الأبيض الساكسونى فى الانتخابات عام 2016م، بدأت تظهر تساؤلات هل تدين الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بثرواتها للعبيد السود الأفارقة؟ وهذا السؤال أخذ زخمًا شديدًا فى الأسابيع الأخيرة بسبب مسيرات الاحتجاج والتى بدأت فى يونيو ٢٠٢٠م. ولقد كان لحديث رجل الدين الأسود المشهور القس «جيس جاكسون» الناشط فى حقوق الإنسان فى أمريكا أمام الجمهور: «إن العبيد الأفارقة هم الذين بنوا أمريكا كوطن»!! وفى عام ٢٠١٦م ذكرت ميشيل أوباما سيدة أمريكا الأولى فى لقاء تلفزيونى كيف أنها كانت تستيقظ كل صباح فى البيت الأبيض، وتفكر فى أنه «بيت بناه العبيد»، فهل هذا الكلام صحيحًا؟ وهل هو مبنى على أساس بحث تاريخى أكاديمى صحيح؟! نحن نرى أن هناك ثلاث مشكلات فى هذا الخطاب، الأول هو إنه إذا تم بناء المجتمعات الأغنى والأعظم من قبل العبيد فلا ينبغى علينا اعتبار العبودية شرًا مطلقًا، بل يمكن القول إنها أفادت الإنسانية جمعاء فلماذا إذن نلعن العبودية ونرفضها؟، أما الإشكال الثانى إن هذه الجملة بتركيبتها هذه تفترض أن الغالبية العظمى من الناس الذين كانوا أحرارًا قد استفادوا من العبودية دون أن يبذلوا أى جهد وتركوا العبيد يفعلون كل شيء وهذا الطرح لا يمكن تصوره أو استيعابه وليس صحيحًا واقعيًا وتاريخيًا، أما المشكلة الثالثة والأخيرة أن هذا الفرض الذى تبناه صادق خان عمدة لندن الأسود، وميشيل أوباما لن يصمد أمام الحقائق التاريخية، فبالنسبة لمقولة ميشيل أوباما فالبيت الأبيض الذى عاشت فيه طيلة ثمانى سنوات قد أعيد بناؤه لأول مرة عام ١٩٠٢م واكتسب شكله الحالى بعد فترة طويلة من إلغاء الولايات المتحدة للعبودية عام ١٨٦٥م، ومنح الجنسية للعبيد السابقين عام ١٨٦٩م، وكان هناك بعض السود الذين عُرفوا وسط فئة عمال البناء باسم الأمريكان الأفارقة، لكنهم أبدا لم يكونوا عبيدًا. كذلك ليس من المعقول أو المقبول القول إن العبيد السود هم الذين بنوا أمريكا بمفردهم فأعدادهم لم تكن تؤهلهم لذلك فى ذلك الوقت، فضلًا عن أن السؤال ذاته عبثى، فالقول إن العبيد السود استطاعوا أن يسيطروا على قارة ضخمة كأمريكا ليحولوها إلى أكبر اقتصاد فى العالم غير منطقى وغير مقبول، خاصة أنه فى الحرب الأهلية كان تعداد العبيد السود ٣% من السكان الذين يتركزون فى الدول المالكة للعبيد. ولم يحقق الجزء الأسود نموًا سكانيًا كبيرًا إلا بعد نهاية الحرب الأهلية، واليوم يمثل السود ١٢% من السكان وغالبيتهم جاءوا من مناطق أخرى فى العالم، بما فى ذلك البحر الكاريبى، وبالتالى لا يوجد أصل للرقيق فى الولايات المتحدة، ومن بين الذين جاءوا من البحر الكاريبى باراك أوباما وكولن باول وسوزان رايس. لقد بنيت هذه القوة الاقتصادية الأمريكية استنادا إلى الموارد الطبيعية والإمدادات التى لا نهاية لها من العمال المهاجرين حتى حقبة السبعينيات وغالبيتهم من أوروبا.
لكن مفتاح النجاح الأمريكى الحقيقى كان العمل الحر الذى نشأ فى بداياته فى سياق فوضوى لكنه مع الوقت سمح للابتكار والمشاريع الضخمة التى ظهرت جميعها بعد إلغاء الرق. وقد لعب عمال النقل الصينيون الحقيقيون أشباه الرقيق دورًا كبيرًا فى بناء شبكة السكك الحديدية الأمريكية، فى فترات النمو الاقتصادى العظيم فى الولايات المتحدة الأمريكية ويعود ذلك جزئيًا إلى إعاقتهم من خلال استمرار التحيز العنصرى ونقص الفرص التعليمية أمامهم، ولذلك لم يكن بمقدورهم لعب دورهم الكامل فى بناء البلاد.
***
من هنا ومن خلال الخبرة الإنسانية فى استعباد الإنسان لأخيه الإنسان ومدى الصراع الذى أضاع وقتًا وجهدًا ومالًا فى أمر غير إنسانى أو أخلاقى، نجد أن نهاية العبودية أطلقت طاقات إنتاجية هائلة فى جميع أنحاء البلاد. وبالمقارنة بين الإنتاج المحلى أثناء سيادة سياسة الرق وبعد إلغائها وجد أن الناتج المحلى الإجمالى العالمى أثناء الرق تضاعف مرة واحدة كل ٦٦ عامًا، أما بعد إلغاء الرق فقد تضاعف الإنتاج المحلى الإجمالى العالمى كل ١٥ عاما، ولقد تم ذلك ليس فى الولايات المتحدة الأمريكية فقط بل تضاعف حجم الاقتصاد البريطانى ثلاث مرات، وكذلك حدث فى روسيا بعد نهاية العبودية، والهند تضاعف حجم إنتاجها خمس مرات خلال٦٠ عامًا، بعد إلغاء النظام الطبقى، أما مصر التى بدأت مع اليابان والهند وماليزيا بعد إلغاء النظام الطبقى فقد بددت طاقتها فى مغامرات عسكرية ومحاولات اتحاد مع الدول المجاورة خرجت منها خالية الوفاض.
لا شك أن العبودية شر أعاق التقدم الإنسانى أخلاقيًا ودينيًا واقتصاديًا وبالتالى أضر بالجميع، ومن الناحية التاريخية البحتة كان العبيد من البيض هم الأكثرية ولعلك ــ عزيزى القارئ ــ تتذكر الفيلم التاريخى العظيم سبارتكوس بطولة كيرك دوجلاس، وقد كان واضحًا أن السود من العبيد كانوا أقلية الأقلية فى الفيلم، الذى سرد جزءًا هامًا من تاريخ الإمبراطورية الرومانية، ونضال العبيد لأجل الحرية وقد انتهى بصلب زعيمهم على الصليب، فالمعاناة فى العبودية شملت كل الألوان من البشر بلا استثناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمريكى الأسود والانتخابات الأخيرة الأمريكى الأسود والانتخابات الأخيرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:49 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

جولة داخل الجُزر العشر الأكثر سحرًا حول العالم

GMT 03:03 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تصلح خطأ فى "ويندوز 10" يتسبب بحذف الملفات

GMT 09:06 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تظهر مع عمرو أديب في "كل يوم" الإثنين

GMT 03:17 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التعادل يحسم لقاء الوحدة والشارقة

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 03:20 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيس الفرنسي يرفض بيع اللاعب الجزائري يوسف عطال

GMT 09:01 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على كيفية استخدام زيت الخروع لعلاج تساقط الشعر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates