بقلم - أسامة الرنتيسي
على وقع المعجزة التي أطلقها ذات لحظة الشاعر المبدع المرحوم محمود درويش الذي يحيى في قلوب محبيه ولا تزال ذكراه تتردد على ألسنتهم، صرخته الشهيرة: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” يُحيي الفلسطينيون يوم الأرض، ليس تكريسا للذكرى، بل رسالة إلى كل واهمٍ أن الأرض يمكن أن تتبدل يوما ما.
تمر ذكرى يوم الأرض، ويتذكر الفلسطينيون وعود القمم العربية بتقديم الدعم للقدس والمحافظة على عروبتها، ويتذكرون نصف المليار الذي وعدت به “قمة سرت زمن القذافي” في حين أنفق الصهاينة ما لا يقل عن 14 مليار دولار على مدار العشرين سنة الماضية لتهويد القدس! وفي “قمة الدوحة” تجدد العرض من جديد بصندوق خاص للقدس دفعت قطر ربع رأسماله، كاستعراض وفدية، عندما حلقوا للقدس بمقعد لخطيب سورية.
إن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفي القدس تحديدا، يحتاج من العالمين العربي والإسلامي أكثر مما قدموا وأنفقوا.
القدس بحاجة لتعزيز صمود أهلها، ودعم المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية وتعمير البيوت، ويجب ألا يبقى دعم صمود القدس شعارا غير مطبّق على الأرض.
تحت سقف “السلام خيار استراتيجي “لم تعد الشعوب والدول العربية، أمام ترف” الاستمرار في مربع الانتظار “. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما النهوض من جديد؛ لتجاوز حالة التقهقر والتراجع، وإما المزيد من تهويد القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، كما شروط حكومات النتن ياهو – الأكثر تطرفا.
القدس تحتاج إلى موازنة جديدة، للإعمار والإسكان والاستثمار، في مواجهة التهويد واستعمار الاستيطان، وحماية عروبة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز صمود أبناء القدس في أرض القدس.
القدس والحالة الفلسطينية، تحتاجان إلى إنهاء أي تدخلات عربية سلبية في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وما يترتب عليها من تعميق وتمويل الانقسام.
إن أخطر ما في الهجمة الصهيونية الحالية في توسيع الاستيطان والتهويد أنها باتت تستهدف الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، لتحولها إلى مشروعات مستوطنات يهودية.
في السياسي العميق، لا يمكن فصل استراتيجية نهب الأراضي الفلسطينية وإفراغ المدن والتجمعات العربية من سكانها، عن ترسيخ الطابع اليهودي العنصري الصهيوني.
تكشف إحصائية مؤلمة، عن أنه لم يتبق للفلسطينيين في فلسطين ٤٨ سوى مِلكية نحو 5 % من الأراضي. أمام هذا الواقع، والموقف العربي الباهت لحماية القدس، على الفلسطينيين أن يتخلصوا من مجموعة الذرائع التي تطلق من هنا وهناك، في محاولة تسويغ إدامة الانقسام أو طرح اقتراحات تحت مسمى مساعي استعادة الوحدة، وهي في حقيقتها لا تزيد على كونها ترسيخا لنتائج الانقسام، بما يجعل الحالة الفلسطينية في مجملها تتكئ على حقل ألغام يمكن أن ينفجر عند أي احتكاك إعلامي او سياسي، فهل تنجح الانتخابات في ترميم ما لم ترممه جلسات الحوارات الفلسطينية التي لا تنتهي، ولا تخرج بنتائج، سوى بيانات ختامية وصور للوفود، ووعود بحوارات مقبلة.
الدايم الله….