بقلم - أسامة الرنتيسي
مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء.
فالأداء مرتبك، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ وكلٌ في حالة انتظار وترقب، وكلٌ يضع يده على قلبه من قابل الأيام.
ما دامت السياسة في بلادنا تُصنع من دون خطط وتقاليد وأعراف، مُطّلع عليها المواطنون، ويعرفون أهدافها وآلياتها واستراتيجياتها، فلن يستطيع اي محلل سياسي أو خبير استراتيجي الاجابة عن سؤال أي مواطن، لِمَ تتضاءل يوميا الثقة بين المواطن والحكومة، ولا تؤخذ الروايات الحكومية على محمل الجد.
آخر منافذ الحكومة لرفع مستوى التفاؤل لدى الناس، حديث رئيس الوزراء حول العودة إلى خدمة العلم للتخفيف من حدة البطالة.
طبعا؛ ملف خدمة العلم قد يكون الاكثر إجماعا واحتراما لدى وجدان الشعب الأردني، فتجربة الأردن في تنفيذ خدمة العلم السابقة رائدة وما زالت محل إعجاب وتقدير الأردنيين عموما.
حتى في التصنيف الثقافي والسلوكي فقد أجمع الأردنيون على أن خدمة العلم صقلت الشباب الاردنيين وطورت انتماءهم وشخصياتهم ونظرتهم إلى المستقبل.
ليست المرة الاولى التي تعود فيها الحكومة إلى ملف خدمة العلم، فقبل فترة ذهبت إلى إعادة تسميتها خدمة وطن للتشغيل والتدريب، وقد تم تخريج أكثر من دفعة لكن لَم تسهم في حل مشكلة البطالة ولم تشبه في اي شكل من أشكالها فكرة خدمة العلم العسكرية إلا بلباس الفوتيك.
فكرة العودة إلى خدمة العلم فكرة رائدة يطالب بها الأردنيون منذ سنوات، وكانت جزءا من كلمات عديد من النواب في جلسات الثقة، لكن ما نلمسه في نوايا الحكومة وحديث رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قد لا يكون مشابها للفكرة المحفورة في وجدان الأردنيين، لهذا على الحكومة والجهات المعنية بتنفيذ فكرة خدمة العلم أن يدرسوا الأمر بعناية، وإن كان المشروع الذي يتحدث عنه الرزاز مختلفًا عن مشروع خدمة العلم السابق فعليهم أن لا يخلطوا الأمرين، وأن يجدوا مسمى آخر للمشروع، حتى تبقى فكرة التجنيد الإجباري السابقة عالقة في أذهان الأردنيين بكل محاسنها ومواصفاتها.
لم يقتنع الأردنيون يوما بتبريرات الحكومات أن وقف العمل بخدمة العلم والتجنيد الاجباري سببه ماليا، وعجز الحكومات عن تلبية احتياجاته، وقيل أكثر من مرة أن كلفته على خزينة الدولة تبلغ 65 مليون دينار سنويا، وما علق في أذهان الأردنيين رواية المعارضة أن سبب إلغاء خدمة العلم مرتبط باتفاقية وادي عربة
أتمنى شخصيا أن يكون فتح ملف خدمة العلم قد درس جيدا، وليس عنوانا وفكرة من أفكار حكومة النهضة الكثيرة من دون تنفيذ.
الدايم الله…