بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – الانتخابات الأميركية المقبلة في 5 تشرين الثاني المقبل، حرمتنا الانحياز إلى الأقل سوءا، بايدن أو ترامب.
بالعادة نحن العرب المتفرجين مِن بُعد على الانتخابات الأميركية ننحاز إلى مرشح على حساب آخر في الانتخابات الأميركية، ربما نكون قد انحزنا إلى لون البشرة (أوباما) أو إلى الوسامة الزائدة (بيل كلنتون)، أو مَن دغدغ مشاعر العرب (جيمي كارتر).
هذه المرة، ومع حصر المنافسة بين بايدن وترامب فلا قول لنا إلا (فُخار يكسر بعضه).
هذا الموقف لم يأت من فراغ، فالمرشحان لا اختلافات بينهما في قضيتنا الأولى فلسطين، فقد تبرع الاثنان في المناظرة (المَسْخَرة) إلى التسابق لخدمة المشروع الصهيوني والدفاع عن دولة الاحتلال وما تفعله في شعبنا الفلسطيني، خاصة الإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة.
الحزبان؛ الديمقراطي والجمهوري قدما أسوأ ما لديهما من المرشحين، فالرئيس الحالي بايدن اختصر علاقته مع دولة الاحتلال بجملة من أربع كلمات عندما وصف زيارته إلى الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة متلفزة بأنها “مثل العودة إلى الوطن”.
هذه هي إسرائيل “الوطن” بالنسبة للرئيس الأميركي الذي زارها للمرة العاشرة في حياته السياسية، ودعم النتن ياهو بكل ما يستطيع من قوة، ومع هذا نرى أن النتن ياهو غير راض عنه، وعينه على ترامب الذي لا يأبه بأي لوم لدعم الكيان، وتجرأ يوما على القدس (عاصمة الكون) وأهداها للكيان المحتل.
بعد المناظرة (المسخرة) ارتفعت أصوات داخل الحزب الديمقراطي بضرورة التفكير باستبدال المرشح بايدن بآخر، أنا لا أقتنع أن حزبا بمستوى الحزب الديمقراطي ولجانه الكثيرة، انتظر حتى شاهد المناظرة فحكم على ذهنية مرشحه وإمكاناته، وفكر بعدها أن يستبدله، ولا أعتقد أن استبداله الآن ممكنا بعد أن قطع شوطا في مسيرة الانتخابات.
كما أن الديمقراطية الأميركية، وأدبيات الحزب الديمقراطي لا تسمح باستبدال رئيس الحزب وهو بايدن، ويترك الأمر له هو وعائلته يقرران الاستمرار أم لا، ويبدو أن عائلته قررت الاستمرار في الترشح.
أما مرشح الحزب الجمهوري ترامب، الذي هاجم أنصاره (مثلما يفعل العربان الذين يفهمون الديمقراطية على قاعدة أسيادكم في الإسلام أسيادكم في الجاهلية) مقر الكونغرس الأميركي في 6 يناير 2021 رفضا لنتائج الانتخابات الأميركية السابقة وذلك في أثناء جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ للتصديق على فوز جو بايدن، يعود من جديد لترؤس حملة الحزب الجمهوري للانتخابات المقبلة.
المواقف الأميركية في الموضوع الفلسطيني لا تتغير ولا تتبدل، لهذا يهتف الفلسطينيون ومن بقي من العرب عربا في الشوارع: “أميركا هي هي.. أميركا رأس الحية”.
الدايم الله….