دققوا جيدا في (هل السطرين) واقرأوهم بعناية، فَهْمُ مُلَخَّص ما في عقول قيادة ملف كورونا…
“ستبقى هناك زيادة في الحالات خلال شهر “٣” آذار المقبل كاملًا ثم تعاود النزول إن شاء الله في أوائل شهر “٤” نيسان المقبل، عندها قد يكون وضعنا بالتطعيم قد تحسن، بحيث يبقى الوضع تحت السيطرة واستكمال برنامج التطعيم”.
إذًا؛ نحن نواجه واقعا صعبا في الـ 35 يوما المقبلة، ولن نحاصر انتشار الوباء الفالت من عقاله هذه الأيام إلا بوسيلتين…
أولا؛ زيادة السلوك الفردي في الحماية الشخصية بقناعة راسخة أن الكمامة والتباعد والتقليل من الاختلاط تقلل انتشار الفيروس.
وثانيا؛ انتظار فرج الله علينا بوصول كميات كبيرة من المطاعيم ترفع أعداد المطعمين في الأردن بنسب أكبر بكثير من النسب الحالية.
بقراءات هادئة لتصريحات مسؤولين في مراكز صنع القرار ولكتاب قريبين من مطبخ القرار، فإن الأردن على ما يبدو عائد إلى قرار الحظر يوم الجمعة وزيادة ساعات الحظر الليلي.
قرار الحظر برغم التعليقات والانتقادات الطبية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية كلها، بات حديث المسؤولين إذا استمرت أرقام المصابين بفيروس كورونا في ازدياد مضطرد، والواقع أن الأرقام تزداد يوما بعد يوم ولا أحد يعلم عن الخطة الحكومية التي وضعتها لوقف هذه الزيادات.
لا أحد يفرح للحظر، ويدعو له، وهو إن كان يقلل أعداد المصابين إلا أنه يدمر ما تبقى من الاقتصاد المتهالك، لهذا فإن المطلوب التوازن بين الصحي والاقتصادي.
نعرف أن قرارات المرحلة ليست اختيارية، لكن أثبت الأردنيون أنهم متماسكون متضامنون واعون، يقبلون القرارات الحكومية حتى لو لم تعجبهم.
الآن؛ من هي الجهة التي تستطيع أن تبني على السلوك الإيجابي للأردنيين في فترة الحظر الشامل وحظر يوم الجمعة، بحيث يصبح سلوكًا عامًا في زمن الكورونا وما بعد الكورونا.
اكتشفنا سلوكات كثيرة يمكن أن نُعدّلها أو حتى نقلبها تماما في حياتنا الاجتماعية وتكون الفائدة أكثر وأفضل وفيها نوع من التطور الاجتماعي.
كما اكتشفنا أنفسنا في فترات الحظر، وتعرفنا أكثر على بيوتنا وتفاصيلها وناسها واقتربنا كثيرا من بعضنا بحميمية كنا نفتقدها.
كيف نعكس كل هذا على حياتنا في الأيام المقبلة.. هذا هو سر التحوّلات الاجتماعية التي تأتي من دون ثورات ولا احتجاجات.
كم منّا عانو من ضعف التواصل مع أبنائهم، واشتكو كثيرا من أن الشباب لا يمكثون في بيوتهم مثلما يمكثون في مواقع لقاءات الشباب من مقاهٍ وكافيهات ومطاعم.
في دول العالم المتقدمة، خصوصا أوروبا، وعربيا في المغرب مثلا، لا يستمر عمل معظم المحال التجارية والأسواق والمولات أكثر من الساعة التاسعة مساء، والعطل مقدسة، لا حياة في الشوارع، الحياة فقط في المنازل والدفء العائلي.
لدينا في الأردن صخب تجاري يستمر في العمل 24 ساعة، المولات والمقاهي والكافيهات، وحتى باعة القهوة في الشوارع، فكيف نضمن أن لا يتحرك شبابنا إلى هذه الأماكن التي يسهر الناس فيها حتى الفجر.
ضبط الحياة عموما يحتاج إلى قرارات قاسية، ليس المقصود تقييد الحرّيات، أعرف أن هناك مهنًا وأعمالًا تحتاج إلى العمل حتى الفجر، ليكن ذلك، فهذه لها جمهورها، ولها سُياحها، وهي مهن منتجة وإيجابية، لكن أن تبقى كل الحياة بهذا الصخب فالنتائج في الأقل في البعد الاجتماعي والثقافي ليست إيجابية.
الدايم الله….