بقلم - أسامة الرنتيسي
أُتابع وأُراقب باهتمام الانتخابات الفلسطينية المقررة (الرئاسية في تموز /يوليو والتشريعية في مايو/ أيار) .
أدقق في التفاصيل، وفي المناكفات التي لا تتوقف بين حركتي فتح وحماس، كل يقف للآخر على كلمة في تصريح، أو مرسوم، ولا تخلو المناكفات من تشكيك وعدم اطمئنان، فالشرخ بين الطرفين واسع جدا، وحجم ما حفرت الخلافات بينهما كبير.
حتى التنظيمات والفصائل الأخرى، على ضعف حضورها السياسي والجماهيري، ونسب نجاحها الضئيلة في الانتخابات، فهي أيضا مستنفرة من كل موقف وتصريح للسلطة وللقائمين على الانتخابات، وديدن الجميع للأسف التشكيك.
لكن أخطر ما في حرب التشكيك والإشاعات ما يطال شخصيات لها عمق جماهيري، وحضور على كافة المستويات.
هل يصدق أحد أن شخصية من وزن مروان البرغوثي المحكوم مدى الحياة في سجون الاحتلال أن يتم تصغيره ووضعه في جيب محمد دحلان وانه حلقة من حلقاته.
في المشاكسات الإعلامية الفلسطينية، فإن كثيرين يضعون البرغوثي في قائمة المحسوبين على دحلان، ويتوقعون إن قرر الترشح للانتخابات (وأنا أستبعد ذلك) أن يكون ضمن القائمة الانتخابية التي يدعمها دحلان.
هل تصدقون ذلك، وهل تصدقون أن شخصية من وزن ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق وابن أخت القائد الكبير ياسر عرفات محسوب أيضا على قائمة محمد دحلان، سيخوض الانتخابات ضمن حسابات الأخير وخياراته.
شخصيا؛ لا أصدق أن تكون هذه المعلومات دقيقة، وأعتبرها من باب اغتيال الشخصيات، وتضخيم حجم دحلان مثلما تم تضخيمه في الانتخابات الأردنية هي لعبة غير ذكية.
بتواضع شديد؛ لا أتوقع أن يكون هناك مرشح حقيقي منافس للرئيس محمود عباس على مقعد الرئاسة، وهو مثل كل الانتخابات العربية، موقع محسوم للرئيس سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، ونسبة نجاحه في الانتخابات إذا وصلنا لها فعلا فإنها مضمونة 100 %.
الجميع في الحالة الفلسطينية يعلمون ذلك، سواء برضاهم أو عدمه، حماس تعرف ذلك جيدا ولن ترشح شخصية من قياداتها كي ينافس الرئيس، وغير حماس لا أحد يملك قوة الترشيح بحيث يكون المنافس منافسا حقيقيا.
سنرى مرشحين للرئاسة من كافة الأطياف، لكنها لعبة الانتخابات العربية واستكمال للصورة الديمقراطية.
لا تختلف كثيرا الانتخابات الفلسطينية عن أية انتخابات عربية برغم وجود قوى سياسية وتنظيمات، لأن القناعات بجدوى التغيير في الانتخابات ضعيفة، وهناك حتى الآن من يتساءل، هل ستخضع فتح وحماس إلى نتائج الصناديق إذا جاءت عكس رغباتها…؟.
الدايم الله…..