بقلم - أسامة الرنتيسي
بالغنا كثيرا في التعامل مع المنخفض الجوي، تفرغت المحطات التلفزية، وتفرغت الحكومة والجهات المعنية، ولم يعد هناك أي موضوعات سوى الثلج ومتى سيصلنا.
تحول راصدون جويون (محترفون وهواة) إلى نجوم خلال الساعات الماضية، بعضهم تنقل من محطة تلفزية إلى أخرى، وبعضهم زارتهم الكاميرات في مواقع عملهم.
ليس الأمر بهذه المبالغة، ومناخ الأردن طوال العمر في فصل الشتاء، أمطار عزيزة وثلجات تحولت إلى تواريخ، فلِمَ كل هذا الصخب وكأننا فعلًا في حرب.
لنتوقف عن سذاجة تصوير المسؤول وهو يتحدث والثلج يلفح وجهه، ومظاهر الزملاء المندوبين وهم في حالة محزنة تحت هطل الثلوج.
لنعترف بداية أن هناك تطورا في مواجهة الأزمات، ولم تعد تقع هناك حوادث كبيرة تذكر.
لكن؛ بعيدًا عن سلوك بعض الأردنيين السلبي خلال الأيام الماضية، ومظاهر استهلاك غير طبيعية، مثلما وقع ذلك في الأيام الماضية عندما كان يُعلن عن الحظر والإغلاقات، فإن علينا أن نعتاد على التغيّرات المناخية التي أصابت العالم، ونحن جزء منه.
لن نمارس الجَلْد، ونشد على يدي كل من يسهم في إنجاز عمله في الظروف الجوية الصعبة التي نمر بها، ونشيد بجهود النشامى في الدفاع المدني والأمن العام وأمانة عمان جميعهم، وهذا جزء من الواجب الوطني على الإعلام المسؤول والجاد، فإننا نقدم الشكر لكل عامل ومسؤول أظهر انتماء حقيقيا في بلادنا، وقام بدوره من دون حسيب او رقيب.
مِن الآن، لن نقبل بانقطاع الخدمات الرئيسية عن المواطنين، ولن نقبل بانقطاع الكهرباء وإغلاق الطرق، وانحباس الناس في منازلهم، لأن جهة ما لم تقم بواجبها، ولن نقبل بتكرار إلقاء التهم وتحميل جهات من دون اخرى المسؤولية.
نريد ان نتعلم من دروسنا شيئًا، وألّا نبقى ضحايا خطاب رسمي يبالغ بقدراتنا في مواجهة الأزمات، يرافقه إعلام يقود المشاهدين والمستمعين، الى خطط مواجهة حرب مقبلة.
في حالة المبالغة، يطمئن الناس، ويشعرون أن الأمور تحت السيطرة، وأننا سننتصر لا محالة على المشكلة التي تواجهنا.
الدايم الله…..