بقلم - أسامة الرنتيسي
حالة الأوضاع العامة في البلاد مغبرّة كثيرا، والأجواء حارة لا تختلف عن حالة الجو شديد الحرارة أيضًا، فهل نبقى في دوامة لا أحد يعلم حقيقة ما في يدور في وسطها، أم نضع الأمور في نصابها الصحيح؟.
بكل الأحوال، الأوضاع بائسة، ومعقدة، والحلول عقيمة، بخطاب لغته خشبية، نحاول من خلاله الوصول الى عقول الجيل الجديد، فكيف يمكن ان يحدث ذلك؟.
حالة فقدان البوصلة التي تمر بها البلاد غير مسبوقة، فلا أحد يدري بالضبط إلى أين تسير الأمور، ولا الى أين البلاد ذاهبة؟.
“وين البلد رايحة..”؟ أتحدى أن يمتلك احد الإجابة عن هذا السؤال، حتى المطبخ السياسي في البلاد يتعامل مع الأمور بالقطعة، وعلى نظام عمال المياومة.
ملفات عديدة في البلاد مفتوحة على مصاريعها، تتراكم، وتتضخم ككرات الثلج، ولا توجد في الافق حلول ناجعة لها، او حتى ضبط تدحرج بعضها بسبب عُطْل الكوابح، وانعدام الحلول التي لا تحتاج الى عبقرية.
وزراء الحكومة وأدواتها ومشروعاتها تكرسحت أمام ملف الكورونا، ولا نرى أي عمل حكومي بعيد عن ملف الكورونا، حتى يتم إلقاء القبض على الفيروس متلبسا… (لينشف ويموت).
في الحكومة وزراء منذ أشهر لم نسمع أخبارهم، وبعضهم إذا خرج علينا يتحدث قليلا في ملف الكورونا.
ممارسات الحكومة وقراراتها تجريبية، فمن يتابع موضوع بدء العام الدراسي يشاهد حجم الإرباك في القرارات وكيف سيكون الحال في مدارسنا وطلبتنا.
وفي موضوع التعليم العالي لا يختلف الأمر كثيرا، فطلبة الجامعات حيارى، هل سيكون العام الجديد محاضرات مباشرة في كليات الجامعات أم مثل المرحلة الماضية (تعليم عن بُعد) وفي هذه تحديدا لا زلت اتذكر فيديو الرزاز عندما كتب على اللوح “لقد حققننا نجاحا باهرا…”.
وفي ملف الضمان الاجتماعي وأموال الصندوق وكيف تتسلل اليه يوميا القرارات الحكومية، حتى بات الامر من وجهة نظر مستشارين واقتصاديين في غاية الخطورة.
أما ملف الحريات العامة فحاله اصبح مقلقا جدا، ولم نعد نسمع كلمة واحدة من الحكومة إلى اين ستصل الاوضاع فيه!!
الآن؛ الملف الأهم في الروزنامة الاردنية الانتخابات النيابية، لكن كل ما يجري في البلاد لا يسهم في تشجيع الناس على الانتخابات.
حتى “ابو الانتخابات” رئيس الهيئة المستقلة الدكتور خالد الكلالدة بلع الطعم ايضا، ففي أقل من أسبوع خرجت على لسانه عناوين حول فكرة تأجيل الانتخابات، العنوان الأول محاولة للتذاكي والشكوى من وجود تيار يعمل على تأجيل الانتخابات وكأنه يقول لصُناع القرار “أرجوكم تدخلوا..” والثاني كرره مرة أخرى قائلا: إن قرار تأجيل الانتخابات بيد الملك.
أصبح الآن الحديث في موضوع الانتخابات مرتبط بانتظار قرار التأجيل.
شخصيًا؛ بتواضع شديد – بمعلومة غير رسمية – أتوقع وأقدر “٩٠% ” أن الانتخابات ستُؤجل لموعد آخر قد لا يقل عن عام.
الدايم الله….