“بشروا ولا تنفروا…” مقولة أتمنى أن يلتقط معناها عباقرة الأوبئة في بلدنا كلهم.
بالمناسبة؛ حتى الآن لا أعلم بالضبط كم عدد أعضاء لجنة الأوبئة الذين يقدمون توصياتهم إلى الحكومة والجهات المعنية، ولا عدد الخبراء في الأوبئة الذين يتسابقون إلى وسائل الإعلام ليدلوا ما في دلاهم.
أراقب كثيرا بعض المعنيين في الأوبئة عندما يخرجون إلى وسائل الإعلام، أشعر أن بعضهم يتمنى أن يضاعف الأخبار والتعليقات السلبية التي يملكها، ويقذفها في وجوهنا بهدف بث الرعب، حتى يصبح كلامه وفيديوهاته “ترند..” على وسائل التواصل الاجتماعي (او التطاول كما نحت الوصف أبونا القس سامر عازر).
قبل يومين خرج علينا خبير جديد في الأوبئة – لم نسمع باسمه كثيرا في سنة أولى كورونا الدكتور منتصر البلبيسي – بملخص أبرز ما قاله في برنامج “نبض البلد”…كإعلان حرب…
– كورونا تضرب الأردن وتتفشى وتتصاعد بشكل كبير
– العالم يضعنا على الخريطة الحمراء وبائيا
– أحذّر من عدم السيطرة كما حصل في إيطاليا
– سترتفع أعداد الوفيات لتصل إلى المئات يوميا
– ضروري وفورا إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد
– إغلاقات شاملة وحظر
– التشديد على العزل المنزلي.
بالله عليكم؛ أليست هذه العبارات بمثابة إعلان حرب علينا، ونحن في حالة عجز ليس بمقدورنا أن نفعل شيئا، سوى زيادة الوقاية والمحافظة على ارتداء الكمامات وتباعد الأفراد عن بعضهم، وانتظار دورنا في طابور التطعيم الطويل.
لا أدري ما الذي يدفع خبيرا في الأوبئة إلى الوصول إلى هكذا أحكام، ويهددنا بأننا في الطريق للوصول إلى ما وقع في إيطاليا في بداية الكارثة.
ولا أدري كيف خرجت معه الحسبة بأن اعداد الوفيات ستصل إلى المئات في الأسابيع المقبلة، مع أن رئيس هيئة الأركان في مواجهة كورونا وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات طمأننا أن الأعداد ستتراجع في الشهر المقبل بعد أن نتمكن من زيادة التطعيم والحصول على جرعات أكبر.
بالله عليكم يا جماعة الأوبئة، خاصة الخبراء والعباقرة منهم أن تتقوا الله فينا وتتخلصوا من الخطاب السلبي الذي يدمر المعنويات ويهبط بالضرورة بالمناعة المطلوبة.
في هذه الأيام؛ ونحن نقترب من الوصول إلى لقاحات عديدة لفيروس كورونا، نحتاج إلى رفع المعنويات، لمغادرة سنة كبيسة من عمر الإنسانيّة، دمرت فيها الحالة النفسانية والاقتصادية والاجتماعية لعموم البشر.
العالم يتوسع الآن في عملية توزيع لقاحات كورونا مع تطور واختراق علمي وتقني تسمح حسب تقارير علمية موثوقة بإرسال الحمض النووي لكورونا الى جسم الإنسان بحيث يبقى أسبوعا فيه كما أن احتمال اختراق الخلية عالٍ جدا، يبدأ بعدها الجسم إنتاج مضادات للفيروس.
إزاء هذا التطور علينا أن نُعلّي الصوت ونقول: “يحيا العلم” وعلى الأصوات الأخرى أن تصمت، بل عليها في هذه الظروف الصعبة أن تعمل على رفع معنويات العاملين في القطاع الصحي مهما كان واقع الحال، فليس من مصلحة أحد انهياره، وعلينا أن نبني على سلوك الأردنيين الإيجابي في الفترة الماضية، بحيث يصبح سلوكًا عامًا في زمن الكورونا وما بعد الكورونا…
الدايم الله….