بقلم - أسامة غريب
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرًا يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 حول سلوك السياح الإسرائيليين فى فنادق دبى، ونوهت بحالات السرقة الكثيفة التى ضجت منها الفنادق التى أصبحت تستقبل الإسرائيليين بعد تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. وذكر التقرير أن المسروقات التى قام السياح بنهبها تراوحت بين الأكواب والغلايات والشاى والقهوة والمناشف والشماعات ومصابيح الإضاءة والأباجورات والملاعق والشامبوه والصابون وأوانى الثلج.. أى أن السائح الإسرائيلى لم يترك شيئًا يمكن الاستيلاء عليه إلا وحمله معه عند المغادرة. وقد دفعت هذه السرقات مسؤولى الفنادق إلى القيام بحملات ممنهجة لتفتيش حقائب النزلاء الإسرائيليين لدى مغادرتهم من أجل استعادة المسروقات وتحجيم الخسائر. وقد تكون الصدمة التى انتابت العاملين بفنادق دبى مثارًا للضحك لدى نظرائهم المصريين العاملين بفنادق طابا ودهب وشرم الشيخ، فهؤلاء يتعاملون مع مثل هؤلاء السياح منذ ابتلينا فى مصر بالسياحة الإسرائيلية عقب توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، وقد اعتاد العاملون بالفنادق هذا السلوك، بحيث لم يعد يثير دهشتهم. والأمر العجيب بالنسبة للسياحة الإسرائيلية فى مصر، وفى سيناء بالذات، أنها لا تجلب لنا عملات صعبة تُذكر ولا تعود بالنفع الحقيقى على سيناء أو أهلها.
وبالتالى لا تساهم فى تنمية المنطقة، فمعظم السياح يأتون بسياراتهم وبذلك لا تستفيد منهم وسائل النقل الجوى أو البرى المصرية، كما أن الكثير من المجموعات تأتى ومعها حقائب النوم التى يستخدمونها فى المعسكرات التى يقيمونها على الشواطئ، ويصطحبون معهم أيضًا مأكولاتهم الخاصة والمواقد وأوانى الطهو وأدوات المائدة وكل ما يحتاجون إليه، أى أن سياحتهم فى مصر تخدم البقال والجزار والخباز والفاكهى والخضرى واللبان فى تل أبيب!.. أما الآخرون الذين يقيمون بالفنادق، فهؤلاء يأتون ضمن أفواج سياحية قد حصلت على تخفيضات ضخمة فى أسعار الغرف، وفى أحيانٍ كثيرة لا يتجاوز سعر الغرفة فى الليلة بضعة دولارات، وحتى دولاراتهم القليلة يأخذون مقابلها كل ما خفَّ حمله من داخل الغرف!
وبالنسبة لأهل سيناء الذين يملكون مطاعم وبقالات ومحالًا لبيع التذكارات ومصنوعات الفخار المحلية، فإنهم يعتمدون على السائح الإيطالى والبريطانى والروسى، أما الإسرائيلى فلا أمل فى استخراج دولار منه!. لقد بدأت فنادق الإمارات تئن ولم يمضِ على تطبيع العلاقات مع الإسرائيليين شهر واحد، ولعل النصائح التى وجهها نتنياهو لمواطنيه مع بدء رحلات الطيران إلى دبى وأبوظبى ونهاهم فيها عن السلوك المعيب تكون كاشفة لمدى معرفة الرجل بمواطنيه وعيوبهم، ولا نستطيع أن نقول لمن يحلم بأن تحقق له العلاقات مع إسرائيل انتعاشة اقتصادية سوى المَثل المصرى الذى يتحدث عن الذى أخذته «القَرعة»، ولا نستحى أن نقول إننا تلك القَرعة التى حصدت الريح، ومع ذلك نعلم أن كلامنا لن يكون له تأثير، والخطوات التطبيعية ستمضى على قدم وساق، ولا يتبقى لنا سوى أن نبث الأمنيات الطيبة لكل أحباء إسرائيل!. و.. بالهنا والشفا!.