تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»

تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»!

تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»!

 صوت الإمارات -

تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

1ـ مشهد التلال الغربية
تمنحك مدينة التلال هذه متعة أن ترى من كل تلة «بانوراما» لتلالها، أو قل مشاهد لقممها وسفوحها، أي «لاند سكاب».
من تلال الطيرة، تبدو سفوح تلالها الغربية تنبت كالفطر في ضواحٍ سكنية متراصّة يبرز من بينها، مثلاً، المستشفى الاستشاري، أو فرع للجامعة العربية ـ الأميركية، أو مقر لجمعية الشبان المسيحية.. وما لا أدري لاحقاً.
في الفسحات بين تلك الضواحي عمارات سكنية متناثرة، كأنها رؤوس جسور ستربط ضواحيها، وبشكل شاذ ترى هياكل عمارات بنيت قبل فطر الضواحي هذا، وهي جزء من مشروع إسكان لم يكتمل، لواحد من اتحادات العمال، كان ريادياً أول حقبة السلطة الأوسلوية.
هل ستبقى هذه الضواحي متباعدة كما هي الآن، أو أن رؤوس جسور متناثرة سوف تربطها بعضاً إلى بعض، كما أتوقع أو كما أخشى، وبالتالي سيذهب التنوع البيئي المدهش للنباتات البرية والأشجار الحرجية؟
ما أنا إلاّ مواطن صار صحافياً، وكان جغرافياً يغار على المشهد الطبيعي لتلال هذه المدينة التي «تنمو على عجل» ولست مهندساً معمارياً، ولا مخططاً للضواحي خارج المدينة أو داخل أحياء المدينة.
كيف نصل إلى هذا التوازن المرغوب والمطلوب بين الإزاحة الحجرية العمرانية ودورها في الإزاحة الشجرية والنباتية؟ تشبه رام الله عمّان عمرانياً أولاً ولا تشبهها في مشهدها الطبيعي، وأخشى أن تشبهها كتلة متراصّة بشعة عمرانياً.

2ـ هذه المربعنية
قبل سنتين كان نبع قرية عين قينيا دفّاقاً، وهذه «المربعنية» الموعودة تلكّأت عن موعدها أسبوعين، فهل بعد أسبوع ماطر، كما تتوقع الأرصاد الجوية، تستيقظ الينابيع من سباتها الشتوي، أو تتكرّر أربعينية عجفاء قبل ست سنوات؟ كانت شتوية العامين الماضيين معطاءة، والتهطال المطري فيها يفوق المعدل السنوي، وسنرى في ذيول المربعنية الحالية هل نصل إلى المعدل المعتاد سنوياً. نحن في بلاد بعل، سنوات سمان وسنوات عجاف.

3ـ أوراق الخريف
في العروض الجغرافية العليا، مثل أوروبا، تتساقط أوراق الأشجار النفضية المتساقطة مع مطلع فصل الخريف، لكنها في بلادنا تبدأ في التساقط آخر الخريف، وأول الشتاء، وفي أول الربيع تصحو من سباتها قبل أشجار العروض الجغرافية العليا.
هذا الخريف، ثم هذا الشتاء كأن سباقاً يدور بين تساقط أوراق الخريف، وبين تساقط الأعمار، لذا يُقال خريف الشجر وخريف العمر.

4ـ إن أثلجت؟
الثلج زائر مياوم في غير بلاد، وزائر مزاجي في بلادنا، ومنذ سنوات احتجب عن زيارته المزاجية، لكنه قبل سنوات زارنا في اليوم الأول من شهر نيسان، خلاف زياراته المزاجية التي اعتدناها في شباط وآذار.

5ـ الموجة «الكورونية» الثالثة
في بدايتها تحوّرت ربما نكاية مع بداية اختراعات الطعوم لموجتها الثانية، التي أصابت بعض الجيران في مبنى عمارتنا، لكن دون وفيات والحمد لله. في انتظار الطعوم ركبتنا وساوس، فصرنا نضغط أزرار المصعد برؤوس مفاتيح الشقق. هناك من يقترح أن تُعطى جائزة الطبّ في جوائز نوبل لمن صار يسمّى «الجيش الأبيض»، أو لمبتكر أكثر الطعوم جدوى!
لا أعرف كم ضحية في الجيش الأبيض خسرناها في بلادنا، لكن قرأت أن هذه الـ«كورونا» أوقعت، حتى الآن، 151 ضحية بين الأطباء والممرّضين في سورية العزيزة والمريضة.

6ـ الصلحة الخليجية
توافد إلى قرية أو مدينة «العلا» السعودية ملوك وأمراء وسلاطين مجلس التعاون الخليجي، وكل يرتدي عباءة ذات لون مختلف، لكن الكل يتوحّد في ارتداء هذه الكمّامة، بمن فيهم هذا الولد ـ الشاب مستشار الرئيس الأميركي، وحده يرتدي بزّة رسمية مع ربطة عنق. إنه مايسترو الصلحة و«الصفقة»، أيضاً.
بيان القمة الـ41 لقادة مجلس التعاون هو خطاب آخر في الإنشاء السياسي العربي، أو التكاذب السياسي العربي، إن في الخصومة أو في الصلحة.
ما يهمّني أمران: الأول، كيف سينتهي الاحتراب العربي في اليمن التعيس بعد القمة، والثاني، أين تقع هذه «العلا» في خارطة السعودية.
هناك صور تُظهرها كمدينة، وصور أخرى تبدو فيها واحة صحراوية تشبه «وادي رمّ» في الأردن، وتبدو مكاناً صالحاً لفيلم سينمائي على غرار لورانس الجزيرة العربية، وربما بدت لي صورها كواحة لا تخلو من مسقط مياه؛ ومن خضرة الأشجار، أو تبدو صورة مصغّرة لمشروع ولي العهد السعودي في بناء مدينة «نيوم» الأسطورية المستقبلية.

7ـ المواطن واللامواطن!
صرفت، أمس، نصف نهارٍ مرهقاً في طوابير لدفع ضريبة الأملاك في ثلاثة أمكنة، وأنا الذي يكره أن أكون رقماً في معاملات هذه الأمكنة وفي غيرها.
جلست على رصيف المقهى أتشمّس، فسألني صديق هو دكتور علم الاجتماع في إحدى الجامعات: أين كنت، فسألته: هل دفعت أو ستدفع ما دفعت أنا من ضرائب، فقال لي: لا أدفع منذ خمس سنوات، لأنني لا أعرف أين يذهب ما أدفع؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة» تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates