بانوراما آذار الكبير

بانوراما آذار الكبير!

بانوراما آذار الكبير!

 صوت الإمارات -

بانوراما آذار الكبير

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

هو الشهر الكبير وختامه «يوم الأرض»، أهم أيام العام، ولعلّه ينافس نيسان في أزهى شهور العام في أرض البلاد.
وهو، أيضاً، الشهر الكبير في ثلثه الأخير، حيث تُعلن، رسمياً، قوائم الانتخابات الفلسطينية الثالثة، كما تُعلن نتيجة انتخابات الكنيست الـ 23. يهمُّني من القوائم الفصائلية هل حقاً سيذهب الفصيل الأكبر في قائمة واحدة ـ موحَّدة، ويهمُّني، فقط، في انتخاباتهم هل ستحرز القائمة «الثلاثية» المشتركة عدداً من المقاعد، يساوي، أو يقلّ قليلاً، عن مقاعدها الـ 15. كانت «المشتركة» كأنها سيارة سباق «فيراري» ذات العجلات الأربع، وصارت كأنها سيارة «توك ـ توك» ثلاثية العجلات؟
أعرف وتعرفون، أن داء أو ميزة أحزاب إسرائيل أنها كثيرة «التجنُّح»؛ كما تعرفون أن فصيلنا الأكبر والقائد هذا داؤه وميزته معاً. بينما أنا مع «المشتركة» بلا تردد، لكن «فتح» خسرت الانتخابات الثانية بسببه، وسأحسم موقفي من تجنُّحها في الانتخابات الثالثة، في الفترة بين تقديم القوائم يوم 20 آذار، وانسحاب بعضها من التنافس قبل يوم الاقتراع في تموز.
لم تكن لديّ حيرة في «تجنُّح» (فتح) في الانتخابات الثانية، ولديّ حيرة عابرة في الانتخابات الثالثة لسببين: كتبتُ مقالاً يتساءل لماذا لا تختار «فتح» ناصر القدوة كنائب للانتخابات الرئاسية في تموز، ليس لأنه يحمل «ريحة عرفات» فقط. السبب الثاني أنني في انتخابات العام 2006 اشتغلت في جريدة «الطريق الثالث» الانتخابية برئاسة سلام فياض، فطالب فتحاويون بفصلي من «فتح»؟
ليس لأن قائمة «الطريق الثالث» أحرزت مقعدين لا غير، صار فياض ـ كما أرى ـ أنجح رئيس حكومة سلطوية فلسطينية حتى تاريخه، كما أعتبر محمد اشتية ثاني رئيس حكومة فتحاوي ناجح.
سأعود إلى الانتخابات الأولى، حيث كان أول مجلس تشريعي منتخب بغالبية فتحاوية. آنذاك، اعترض واحد من نواب «فتح» على حضور رئيس السلطة الأول، ياسر عرفات، وجلوسه على طاولة مجاورة لرئيس البرلمان المنتخب، أحمد قريع؟
للعلم، ناور عرفات وعمل بدأب، حتى تم رفع مقاعد التشريعي الفلسطيني حسب اتفاقية مبادئ أوسلو، إلى 120 (ثم 128 نائباً)، أي بما يفوق عدد مقاعد الكنيست، في اتفاقية توسيع الحكم الذاتي من غزة وأريحا إلى بقية مدن الضفة.
كيفما سيكون توزيع مقاعد التشريعي الثالث، فعلى الأغلب أنه سيكون مجلساً تشريعياً متنوعاً وطنياً، خلاف الأول ذي الغالبية الفتحاوية، والثاني ذي الغالبية الحمساوية؛ وتبعاً لذلك ستكون هناك حكومة وحدة فصائلية ـ وطنية حقيقية، خلاف ائتلاف عابر في حكومة تلت فوز حركة حماس حتى فرطها الانقلاب الغزّي المشؤوم (كما وعد بلفور المشؤوم)!
التشريعي الأول كان برلماناً حقيقياً في التشريع، ويكفي أنه شرّع القانون الأساسي ـ الدستور المؤقّت، أما الثاني فلم ينجز شيئاً قانونياً مهماً.
لسببٍ ما، أظنّ أن التنافس على رئاسة السلطة الفلسطينية الثالثة قد ينتظر توزيع موازين مقاعد التشريعي الثالث، ولا أرى بأساً ألا يكون رئيس السلطة من فصيل غير رئيس البرلمان، ما دام نظامنا رئاسيا ـ برلمانيا، مع احترام دور كبير للرئيس الحالي للسلطة، بوصفه الرئيس ـ الممأسس للسلطة، كما كان الرئيس الأول التاريخي هو الرئيس المؤسس للسلطة. المهم أنه مع البرلمان الثالث، ورئيس السلطة الثالث، سينتهي هذا الجدال الأوسلوي الزائد، ما دامت كل الفصائل والأحزاب، تقريباً، باستثناء «الجهاد الإسلامي»، ستشارك فيه، علماً أن انتخابات التشريعي الأول اقتصرت على ثلاثة فصائل، واحد كبير هو «فتح» القائد، بينما قاطعت البقية تحت شعار غوغائي هو: «الانتخابات تقسّم الشعب».
العالم انتظر الانتخابات الأميركية ليعرف، بالذات، هل ستعود أميركا للاتفاقية  النووية مع إيران؛ والفلسطينيون انتظروا، أيضاً، ليعرفوا هل ستعود واشنطن إلى «حل الدولتين». الآن، تنتظر واشنطن انتخابات أيار وتموز الفلسطينية لتعود إلى القرار (2334) في مجلس الأمن ضد الاستيطان اليهودي في الضفة، وإلى فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإلى فتح ممثلية المنظمة في واشنطن.. وإلى تجديد رباعية مدريد (وتوسيعها) التي انسحبت منها، أميركا عملياً، ولكن احتكرت دورها، أيضاً، بانحياز عميق وسافر إلى إسرائيل، علماً أن الأطراف الثلاثة فيها مع إقامة دولة فلسطينية «متصلة ومتواصلة ومستقلة» كما رأت إدارة سابقة، وليس فقط مع «حل الدولتين» بما يشمل شكلاً ما من «دولة فلسطينية قابلة للحياة» كما تقول، الآن؟
تقول إسرائيل، إن النووي الإيراني هو هاجسها وأولويتها الأمنية الوجودية، وتقول أميركا، إنه مفتاح حل مشاكل الشرق الأوسط، بما فيها المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية.. والآن، وافقت إدارة بايدن على مقاربة مشتركة مع بقية أطراف الاتفاقية النووية، لإحيائها أولاً ثم تعديلها وتوسيعها لاحقاً لتشمل سلاح الصواريخ الإيرانية، وأذرع إيران، أيضاً.
آذار الكبير يشمل، أيضاً، قرار الجنائية الدولية مباشرة تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في دولة فلسطين بعد العام 2014، وضمن ذلك وأهمه هو المستوطنات الإسرائيلية كجريمة حرب.
انتخابات آذار الإسرائيلية لن تغير سياسة إسرائيل، لكن قوائم آذار الفصائلية قد تغير نتيجة انتخابات أيار التشريعية الفلسطينية، التي ستغير بدورها انتخابات الرئاسة الفلسطينية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بانوراما آذار الكبير بانوراما آذار الكبير



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates