علي العمودي
مساء أمس الأول كان غير عادي في مدينة عدن اليمنية، فقد وجد سكان أحياء عدة أنفسهم يفركون عيونهم للتأكد من حقيقة ما يشاهدون بعودة التيار الكهربائي يضيء بيوتهم بعد شهور من المعاناة مع الظلام والخوف والحرمان.
وقبل وأثناء وبعد تحرير المدينة وكان لأبناء الإمارات من أبطال القوات المسلحة إسهاماتهم في النصر المؤزر الذي روي بدماء شهدائها، حرصت الإمارات على تضميد الجراح وإعادة البسمة لسكان أجمل الثغور التاريخية في اليمن والجزيرة العربية. وتقاطرت آيادي الإغاثة الإماراتية بتوجيهات من قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في جسر بري وبحري وجوي لإيصال مواد المساعدات الإنسانية والإغاثية من مواد غدائية وطبية لأهلنا هناك المتضررين.
كانت سفن المساعدات الإنسانية المقدمة من «خليفة الإنسانية» و«محمد بن راشد الخيرية» و«الهلال الأحمر» ترسو في ميناء عدن، بينما كانت طائرات الإغاثة تتوالى على مطار المدينة الذي أعادت أصلاحه وتأهيله الإمارات بعد انقلاب ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الشرعية بدعم إيراني مفضوح.
وانبرت هيئة الهلال الأحمر بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة بإيلاء إنارة عدن أهمية خاصة، وذلك بتقديم محطة متكاملة حملتها سفينة إماراتية خاصة، أقلت مولدات تقدر طاقتها بـ64 ميجاوات بإمكانها تشغيل الكهرباء في محافظات عدن ولحج وأبين. كما تكفلت بمحطة كهرباء خورمكسر وتكاليف تشغيلها لمدة عام كامل.
وكانت الهيئة قد وفرت 17 مولداً بصورة عاجلة إلى جانب 30 مولداً مؤقتا لإنارة أحياء المدينة قبل تركيب المولدات الضخمة.
عندما تضيء عدن، يضيء الفرح في اليمن وفي المنطقة بأسرها، فهذه المدينة التاريخية كانت في وقت من الأوقات بقعة ضوء ونقطة إشعاع، رمز للتسامح والتعايش بما ضمت من رموز ووجود للأديان والمعتقدات والأعراق، ونموذج للازدهار الاقتصادي التجاري بعد أن كانت تضم أكبر مطارات وموانئ المنطقة وأول محطة للتليفزيون وناد لكرة القدم في جزيرة العرب. شكرا كبيرا للإمارات من الأعماق قالها مجدداً أهالي عدن، وهم يرون مدينتهم تضيء وتنهض من جديد