علي العمودي
في مداخلته لبرنامج «الخط المباشر» من إذاعة الشارقة، جدد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تأكيد حرصه على أبناء المواطنات، وضرورة عدم التفريق بينهم وبين إخوانهم المواطنين، لأنهم -وكما قال سموه- «منا وفينا». ويعرف مجتمع الإمارات أن الغالبية العظمى لهذه الفئة من المواطنات اقترن بأقارب لهن من أقطار شقيقة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكان سموه قد سارع بمداخلته للبرنامج إثر سماعه لقصة مواطنة حُرمت ابنتها من رحلة مدرسية لأن والدها غير مواطن. وأقسم قائلاً: «واللهِ أحسست بوزرٍ وذنبٍ كبيرين تجاه هذه الطفلة، لذلك قمت بمخاطبتكم بشكل مباشر للتأكيد على ما أصدرته قبل مدة، على أن تتم معاملة أبناء المواطنات معاملة المواطنين أنفسهم»، وذكّر سموه المسؤولين بالقرار، مشدداً على ضرورة أن يتفكر أي مسؤول في عاقبة أي قرار قد يقدم عليه.
ذكرتني تلك الواقعة التي أشار إليها سموه، بأخرى مماثلة قبل سنوات، عندما استبعدت معلمة عربية طفلاً كان بارعاً في أداء «العيالة» من احتفالات المدرسة باليوم الوطني بالحجة ذاتها، من دون أن تدرك حجم الجرح الذي تسببت فيه لذلك الصبي.
حرص سموه هو امتداد لبحر الرعاية والاهتمام بهذه الفئة من لدن قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهاته السامية منذ 2011 إلى الوزارات والدوائر الحكومية والجهات المختصة كافة بمعاملة أبناء المواطنات معاملة المواطنين، ومنحهم حق التقدم لنيل جنسية الدولة عند بلوغهم الثامنة عشرة.
وسارعت اللجنة المعنية بالأمر ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بالتنفيذ، وحصلت دفعات تلو الأخرى على جنسية الدولة، إلا أن وتيرة أداء بعض الجهات لم يكن بالصورة المواكبة لحرص القيادة الرفيع لتعزيز الاستقرار الأسري والمعيشي لعشرات الأسر الإماراتية هوية وانتماءً وولاءً.
كما أن هناك العديد من الفئات بانتظار إتمام شرف الانتماء لأغلى الأوطان، وهم الذين لم تكتحل أعينهم بتراب غير تراب إمارات الخير والعطاء، ولا سماء سوى سمائها، كانت وستظل لهم دوماً الأم الرؤوم. وندعو كل من بيده القرار للتفكر في ما يعنيه كل يوم يمر على هذه الفئات تحت الانتظار.