علي العمودي
شهدنا أياماً حافلة، زاهية، غنية غنى روح فعالية جميلة احتضنتها بحب وألفة عاصمتنا الحبيبة، ونعني«فن أبوظبي»، ترحل الفعالية، وتبقى الروح الباهية لمعاني حدث قال عنه، لدى افتتاحه لدورته السابعة، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي:«الفن غذاء الروح والنفس، وهو طاقة إنسانية تشرع أبواب الحوار البناء، وتساهم في تعزيز شخصية الفرد والنهوض بها إلى آفاق جديدة».
أبوظبي، دوماً، عاشقة للحوار في أرحب وأوسع معانيه، باعتباره مفتاح التفاهم والتعايش والتفاعل والتعاون بين الحضارات والثقافات والشعوب التي تمثلها.
وقد كانت الثقافة والفنون واحدة من الجسور التي حرصت الدولة على تمتين أوعيتها وأدواتها ومجالاتها وميادينها، لأنها تجمع الإبداع والمبدعين وكل الحالمين بغد أفضل للإنسان أينما كان، دون التوقف أمام هويته وجنسه وعقيدته، أو لون بشرته.
ومن هذه البوابة الواسعة الإدراك للثقافة والفنون كانت أبوظبي، وستظل، حاضنة للإبداع والمبدعين في بيئة ثرية وخصبة أمام أهل الكلمة ورواد الفنون وعشاقها، وتسهم فيه بدور إبداعي مميز هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهي تطالعنا على مدار العام بفعاليات نوعية مضيئة، وأصبحت معها منارة السعديات، منارة لثقافات وفنون وإبداعات العالم، وهي تعمل - كما قال القائمون على هذه الفعاليات- على «الاحتفاء بالتنوع الثقافي والإبداعي» الذي نعيشه ونلمسه، ويساهم في«ترسيخ الهوية المتنامية لإمارة أبوظبي»، كحاضن للثقافة والفنون والإبداع في مفاهيمه ومضامينه الأوسع والأكبر.
وإذا كان هناك من يعتبر مثل هذه الفعاليات جديدة على العاصمة، فأحيلهم لجلسة حوارية نظمتها الهيئة ضمن أنشطتها المتعددة، وخصصتها للحديث عن أهمية موقع المجمع الثقافي، وقصة تصميم معماري تفرد به داخل أسوار قصر الحصن، الذي يروي حقبة مهمة وغنية من تاريخ حكامنا شيوخ آل نهيان الكرام.
وقد كانت جلسة مهمة أعادت إلى الأذهان الدور الرائد والريادي الذي لعبه المجمع في أواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وكنا نشعر بين جدرانه وأروقته بعبق التاريخ وغنى الثقافة، بما كان يحتضن من أنشطة وفعاليات، ورغم البساطة التي تميزت بها إلا أنها أسهمت في بلورة وعي الكثيرين، وتنمية مداركهم بثقافات وفنون كانت بعيدة عنا، وساعدتنا تلك المناشط في الاقتراب منها والتعرف عليها عن قرب. وسيظل «الفن غذاء الروح»، وستظل أبوظبي روح الروح.