علي العمودي
بينما كانت الإمارات تستعد يوم أمس لتنفيذ أكبر مرحلة من حملة«عونك يا يمن»، لإغاثة أكثر من عشرة ملايين يمني من جراء تدهور أوضاعهم الإنسانية، بسبب انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتداعياته من أعمال عسكرية عدوانية، تلقت نبأ استشهاد كوكبة من أبنائها من رجال قواتنا المسلحة الباسلة، الذين هرعوا لنصرة الحق والشرعية في ذلك البلد الشقيق والمساهمة في أمنه واستقراره، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، لردع كل من يعتقد- واهماً- أنه يستطيع تهديد أمن المملكة وشقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
اعتقد البعض- واهماً- في معكسر الانقلابيين الحوثيين، ومن والاهم في طهران، أن استشهاد 45 من خيرة شباب الإمارات سيزحزح أبناء الإمارات وقيادتها قيد أنملة عن موقفها الثابت، والتزامها الراسخ في نصرة الحق وإتمام المهمة النبيلة، التي اختاروا المشاركة فيها في ميادين البطولة والرجولة والشرف. فالمهمة جليلة عظيمة والرسالة سامية لأجل راية من أغلى الرايات.
لقد تلقى أبناء الإمارات - وهم في يوم من أيام الله المباركة، يوم الجمعة، وبعد أداء الصلاة- نبأ استشهاد هذه الكوكبة من أبنائهم وإخوانهم وأزواجهم، كما يتلقاه كل مؤمن ومحتسب شهداءه عند الله، أحياء يرزقون في الفردوس الأعلى، كانت عبارة«عظّم الله أجرك يا وطن» هي الأكثر تداولًا. كل الأرواح ترخص فداء للإمارات، وإدراكاً من الجميع بأن لا نصر ولا فوز من غير تضحيات. كانوا يواسون بعضهم البعض، ويواسون القيادة، لأن المصاب واحد في«البيت المتوحد»، والهدف أسمى وأنبل لأجل أغلى الأوطان، إمارات الخير والوفاء. لم نكن نسمع من ذوي الشهداء ومن كل الذين تدفقوا على أماكنهم إلا كل استعداد لتقديم المزيد لتلبية نداء الواجب في بقعة غالية عزيزة في أرض اليمن، سبقهم إليها قبل عقود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليعيد بناء سد مأرب لتروي مياهه«أرض الجنتين»، وهاهم أبناؤه وأحفاده يروونها بدمائهم الطاهرة، لأجل أن ينعم أهلها بالحياة الجديرة بالإنسان. رحم الله شهداء الإمارات، وتغمدهم بواسع رحمته، وأسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا. و«عظّم الله أجرك يا وطن»..والنصر حليف الإمارات، بعون الله.