بقلم : علي العمودي
شهدت الأيام القليلة الماضية مبادرات طيبة من جهتين حكوميتين، إحداهما اتحادية والثانية محلية، الأولى في العاصمة أبوظبي والثانية في الشارقة. وكلتا الجهتين هدفتا من خلال مبادرتها إلى التسهيل على أفراد الجمهور.
الجهة الأولى هي الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في العاصمة، والمعروفة باسم «الجوازات المحلية» وقد بدأت في تسليم المعاملات الخاصة بمراجعيها فيما يتعلق بتجديد الإقامات أو إصدارها أو أي من الأمور المتعلقة بها عن طريق «بريد الإمارات». وهي خطوة ستسهم وبلا شك في التخفيف على المراجعين وتقلل من حدة الازدحام على المبنى العتيد الذي اعتقد أنه قد استنفد قدراته على امتصاص الأعداد الكبيرة من مراجعيه رغم التعديلات والإضافات التي شهدها على امتداد نحو ثلاثة عقود من الزمن.
الخطوة الجديدة هي في بداياتها، وقيد التجربة والتطوير، ونتمنى لها الاستمرارية والنجاح، ومفتاح ذلك قدرة موظف تسلم المعاملات ودرجة إلمامه بالاشتراطات المطلوبة لإنجاز هذه المعاملة أو تلك. ودونه لن نجني من هذه المبادرة سوى ترحيل الازدحام من مبنى «الجوازات المحلية» إلى مبنى «البريد المركزي» أو فروعه في أبوظبي وضواحيها. ولا شك أن المسؤولين في الإدارة حريصون على نجاح التجربة بكل ما تحمل من هدف راق ونبيل لتسهيل المعاملات على المراجعين.
أما المبادرة الثانية، فقد كانت من بلدية الشارقة التي أتاحت تقديم خدمات التصديق على عقود الإيجار من خلال مكاتب الطباعة المعتمدة، وفي ذلك كل التسهيل على المراجعين والراغبين في تصديق العقود من دون أن يضطروا للذهاب إلى المبنى الرئيس للدائرة، وخلال ساعات الدوام الرسمي فقط.
المبادرتان تتوافقان كذلك مع توجهات القيادة لتعزيز برامج الحكومة الذكية، والتوسع في الخدمات المقدمة للجمهور من خلال التطبيقات الذكية لتكون متاحة للمتعاملين معها على مدار الساعة. وفي إطار استراتيجية الحكومة لإسعاد المتعاملين وليس فقط خدمتهم. وهو المنهاج الذي اعتمدته ورسخته بالتوسع في نظام تصنيف مراكز الخدمات بدرجات النجوم، كما في الفنادق العالمية. ونحن نرحب بمبادرتي «الجوازات المحلية» في أبوظبي وبلدية الشارقة، نتطلع للمزيد من هذه المبادرات التي تصب في الأخير لمصلحة الارتقاء بمستوى الخدمات من جهة، ومن الجهة الأخرى تسعد جمهور المتعاملين مع تلك الدوائر، وهي تتخلص من الأداء البيروقراطي المتكلس. وتقدم دائماً مبادرات مبتكرة ومتجددة تتناسب مع التوجهات المطروحة لسعادة المراجعين في وطن السعادة، وشكراً لكل مبتكر ومجتهد.