الأثر الطيب

الأثر الطيب

الأثر الطيب

 صوت الإمارات -

الأثر الطيب

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مقطعاً مصوراً يُظهر طريقة حضارية راقية ودّع بها موظفو إحدى الشركات النفطية الكبرى في المملكة العربية السعودية الشقيقة مديرهم في آخر يوم عملٍ له، حيث اصطفوا في طابور عن يمينه وشماله من مدخل الشركة وحتى موقف سيارته وهم يصفقون له وفاءً وامتناناً وتقديراً لفترة عمله معهم، والأهم من ذلك طريقة تعاملهم معه، والأثر الطيّب الذي تركه في نفوسهم والذي جعلهم يختارون هذه الطريقة للتعبير عن اعتزازهم به، من دون أمر أو «تعميم إداري».
قوة الأثر الطيب وتأثيره لا حدود لها في نفوس البشر، وبالذات من المسؤول على العاملين معه، وعلى سائر الناس المحيطين بالمرء.
سرعة انتشار المقطع والحرص على تداوله في مواقع التواصل و«جروبات الواتسآب»، يعبران إلى جانب الإعجاب بالتصرف، عن مقدار حاجتنا لسد فجوة موجودة في طريقة تعامل بعض مؤسساتنا مع الموظف سواء الجديد أو المنتهية فترة عمله، بمعنى غياب ثقافة «الترحيب والتوديع» عند موظفي إدارات وأقسام الموارد البشرية في دوائرنا. وتظهر بصورة صارخة عند تعيين كبار المسؤولين في تلك الجهات أو انتهاء فترة عملهم، تجد الموظف أو المسؤول الجديد يظهر فجأة كما لو هبط بمظلة ويستدعي على عجل رؤساء الأقسام لعقد اجتماع طارئ ليبلغهم بنفسه أنه أصبح مسؤولاً عنهم، ويبدأ في تعريفهم ليس بخطة عمله واستراتيجيته للأداء، ولكن بما يعجبه وما لا يعجبه في رسالة مباشرة بأن عليهم إرضاءه أولاً!
أما المسؤول «السابق»، فيختفي فجأة من المشهد، ويُمحى ذكره أو ذكر سيرته حتى لا يُصنّف بقية الموظفين بأنهم محسوبون عليه، بل تجد صوراً مؤلمة للتعامل مع الموظف المحال للتقاعد أو «المفنش» بإبطال حتى صلاحية بطاقة الدخول لمرفق أمضى فيه عمراً.
لا أحد يطلب من أساطين «الموارد البشرية» إقامة تماثيل لتخليد من خدموا، فلا شيء خالد للإنسان سوى عمله وما قدم والأثر الطيب الذي تركه بين الناس، ولكن المطلوب نشر ثقافة الترحيب والتوديع بما تحمل من احترام وتقدير ووفاء للجميع، وليأخذوا الدرس من قادتنا، حفظهم الله، وحرصهم على تقدير وتكريم كل من خدم بإخلاصٍ وحرص على إسعاد المتعاملين. ولكن يبدو أن قوة المنصب في تلك الإدارات أنست أصحابها أنه زائل ودورهم في الرحيل آتٍ آجلاً أم عاجلاً، فتلك سنة التطور والحياة وحتى «لائحة الموارد البشرية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأثر الطيب الأثر الطيب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates