في وداع المسعود

في وداع المسعود

في وداع المسعود

 صوت الإمارات -

في وداع المسعود

بقلم - علي العمودي

احتضن ثرى الإمارات الطاهر يوم أمس أحد أبنائها البررة، عبدالله بن محمد المسعود المحيربي، في ختام رحلة حافلة بالبذل والعطاء والإسهامات والمواقف الوطنية والإنسانية. رجل عرفناه بتواضعه الجم وعمله الدؤوب. نعاه فارس الوفاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائلاً «فقدنا أحد رجال الوطن الأوفياء، ورمزاً من رموز العطاء، ستبقى مواقفه المشرفة خالدة في ذاكرة الوطن، قامة كبيرة نذرت نفسها لخدمة بلدها». ونعته وزارة شؤون الرئاسة ودواوين الحكام، تعبيراً عن خسارة الوطن قامة شامخة شموخ الإمارات في عطائها ومواقفها.

كانت إسهاماته واضحة جلية في مسار العمل الوطني والاقتصاد، سواء عبر المجلس الاستشاري الوطني الذي كان عضواً فيه منذ العام 1979 قبل أن يتولى رئاسته خلفاً للراحل سلطان بن سرور الظاهري والذي يعود تأسيسه لما قبل قيام الدولة، ليعبر عن رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرصه على ترسيخ نهج الشورى، ترجمة للآية الكريمة التي كانت تتصدر منصة المجلس الذي حرص على الاستمرار في أداء مهامه في خدمة المسيرة المباركة والمواطنين في مختلف المجالات والميادين، من مكان ساطع في ذاكرة سكان العاصمة أبوظبي مبنى قصر الحصن، أقدم معلم في المدينة، تأكيداً على الارتباط والتواصل بماض خالد مجيد، أو من خلال أدوار مجموعته في الاقتصاد الوطني.

لقد كانت للراحل مواقفه الوطنية المتميزة بصمت وإنكار للذات، ومنها ما استذكرها الناس عندما أُعلن عن وفاته مساء أمس الأول، في مرحلة دقيقة من تاريخ الإمارات والمنطقة خلال فترة تحرير الكويت الشقيقة، وتداولوا المقطع المصور لجزء من كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في دورة القمة العالمية للحكومات 2015، وسموه يكشف النقاب عن طلب القيادة العامة للقوات المسلحة عدد أربعة آلاف مركبة، فأعلن الفقيد استعداده لتوفيرها ومثل هذا العدد أيضاً على نفقته الشخصية، قائلاً للقيادة «اليوم خلوني أؤدي واجبي، هذا حق لازم أدفعه لدولتي من دون مقابل»، لقد كان رحمه الله من قلائل الرجال التواقين دوماً لرد الجميل والدين الكبير الذي يطوق أعناق الجميع تجاه الوطن. ونستذكر مواقفه الداعمة للتعليم لبناء جيل من الكوادر المواطنة المؤهلة، وكذلك لسباقات الهجن، رياضة الآباء والأجداد.
رحم الله عبدالله المسعود.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في وداع المسعود في وداع المسعود



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates