بقلم - علي العمودي
«سرنديب» من الأسماء القديمة التي عرف بها العرب جزيرة سريلانكا الوادعة، التي تستلقي بسلام وجمال في المحيط الهندي جنوب شرق شبه الجزيرة الهندية.
علاقاتنا وروابطنا بها في هذه المنطقة طويلة ضاربة في القدم، وقيل إن عرب الجزيرة هم من أطلق عليها بعضا من أسمائها القديمة ونشر الإسلام فيها.
ترددت على تلك الجزيرة الساحرة، وهي تنعم بالأمن والأمان تظللها روح التسامح وحسن التعايش يلفها، وتتعافى من آثار حرب عرقية امتدت عقوداً عدة، وبدأت تقطف ثمار ذلك في صورة انتعاش اقتصادي وازدهار سياحي جعلها تتصدر الوجهات السياحية المفضلة في غضون سنوات قلائل.
خلال الأيام القليلة الماضية تصدرت سريلانكا نشرات الأخبار بعد أن امتدت لها أيادي الإرهاب الغادر الجبان، تنثر الموت والدمار والخراب، وتحصد أرواح قرابة 400 شخص من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب السكان المحليين، وغالبيتهم كانوا في كنائس ليلة عيد الفصح، وآخرين في فنادق وأماكن عامة، ناهيك عن أسواق ومحطات للقطار نجحت السلطات في إبطال المتفجرات المزروعة فيها، قبل أن تفتك بالمزيد من الأبرياء.
الإدانة والاستنكار الواسعان، وعلى نطاق دولي لهذه الهجمات الإرهابية والتضامن الكبير مع سريلانكا، تعبر عن وحدة العالم وهو يقف بتصميم في وجه الإرهاب والتطرف، وعبر عن وحدته من خلال الجبهة العالمية للحرب على الإرهاب - وتعد الإمارات شريكاً فعالاً فيها - والتي تتخذ أشكالاً وصوراً عدة اقتصادية وفكرية وتوعوية وتأهيلية لاجتثاث هذه الآفة من جذورها وتجفيف منابعها.
هجمات سريلانكا تكشف عن استراتيجيات الجماعات المتطرفة والمجرمة، باختيار مجتمعات الأمن فيها هش لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، ليكون لعملياتها دوي كبير لإثبات وجودها ومخططاتها الإجرامية الإرهابية، بعد الضربات القاصمة التي تعرضت لها في العراق سوريا واليمن وليبيا وتونس والصومال، وغيرها من الأماكن التي كانت ملاذاً آمناً لتلك العصابات والتنظيمات الدموية من أمثال «داعش» و«القاعدة» و«الشباب» وغيرها. وهي ثمرة فكر متطرف يروج له دعاة الفتنة والضلالة، الذين يطلون من فضائيات تروج للعنف والقتل باسم الدين وممولة من تنظيمات ذات واجهات براقة مضللة في مناطق عدة من العالم، كما يفعل التنظيم المأفون لجماعة «الإخوان» الإرهابية والمنصات المروجة له في قطر والممولة من «تنظيم الحمدين».
هجمات تذكر العالم بأن لا تهادن مع الإرهاب والإرهابيين أعداء الحياة والوجود الإنساني.