احتراف الفقاقيع

احتراف الفقاقيع

احتراف الفقاقيع

 صوت الإمارات -

احتراف الفقاقيع

بقلم : علي العمودي

لا أحد يختلف على حجم ومستوى الحراك الذي فرضه دخول وسائط وأدوات التواصل الاجتماعي على المشهد الإعلامي والثقافي إجمالًا، وحجم التحدي المرتبط بها، مما جعل كل الأطراف في سباق دائم، ومتابعة مفتوحة. وجنحت شرائح من مستخدمي هذه الأدوات الجديدة عن رسالتها والهدف منها، لتركز باتجاه صناعة فقاقيع تنشغل بها وتشغل غيرهم بها. وما يميز هذا الفضاء الواسع والمفتوح أنه بلا رقيب أو حسيب يستطيع الكل أن يدلو بدلوه فيه، ومنهم لا يكتفي بذلك، بل ينصب نفسه موجهاً وقيماً ووصياً على الآخرين.

كانت مناسبة معرض أبوظبي الدولي للكتاب مؤخراً فرصة لظهور هواة الفقاقيع، واحتراف الدفع بهذا الاتجاه، أو ذاك، وتناسوا أن المجتمع اليوم في الإمارات، يختلف كلياً عما كان عليه قبل عقدين من الزمن، في مجتمع شاب يتميز بالوعي والتنوع الثقافي، والنضج الفكري الذي يرفض الوصاية من دون تفريط بالقيم والثوابت الوطنية.
خلال فعاليات المعرض، الذي تمنى الجميع أن تمتد أيامه أسبوعاً آخر، وما كان يطرح فيه، كنت تسمع تصنيفات لا أول لها ولا آخر، وتابعنا جميعاً الضجة التي صاحبت إحدى المطبوعات التي لا ترقى لمرتبة الكتاب، تحت ستار «جرأة» الكاتب، وهو تعبير مهذب لما اعتبره الفريق المعارض «تجاوز الكاتب» لما اعتبروه خرقاً للقيم ونيلاً من صورة المرأة في هذا المجتمع. وتناسوا أنه كغيره من المجتمعات فيه من أطياف وطبائع البشر.

وفي الجانب المقابل، اعتبر آخرون الأمر تجاوز كل الحدود، والسكوت عنه حجر على الفكر والإبداع من قبل بعض العموم بعيداً عن الأطر والنوافذ والمنصات التي تعنى بالنقد، مع تفشي نظرة للأمور على طريقة «الباب لي يجي منه الريح سده واستريح»، وهي نظرة وممارسة لم تعد تجدي في عالم اليوم، والأبواب المشرعة على كل الأفكار والتيارات التي تتطلب مقارعة بالمنطق والنقاش والحوار.

ونحن في رحاب عام القراءة، وما يواكب المبادرة السامية من فعاليات تُعنى في المقام الأول بأعمال العقل والفكر، يظل الهدف الأسمى بناء أجيال واعية مثقفة متسلحة بالعلم والمعرفة، وفي الوقت ذاته تحصن المجتمع ومن فيه من مروجي القناعات المنحرفة والضالة التي تهدف إلى تقويض أمنه واستقراره، وعلى مسار آخر قيمه ومكوناته، وفي المقدمة من ذلك الترابط الأسري، والأسرة حائط الصد الأول لبناء الأجيال وحماية النشء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتراف الفقاقيع احتراف الفقاقيع



GMT 22:30 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

ضباب في "القفص"

GMT 21:25 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

وتمضي مسيرة الخير

GMT 21:30 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"العضد والعضيد"

GMT 21:18 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

ليست مجرد بطاقة

GMT 23:32 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يوم المجد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates