الوعي أمان

الوعي أمان

الوعي أمان

 صوت الإمارات -

الوعي أمان

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

عند إحدى المحطات القديمة للتزود بالوقود التابعة لشركة أدنوك في قلب العاصمة، تجري أعمال إنشائية اقتضت إعادة تصميم مدخل ومخرج الطريق المؤدي إليها، وإذ بسائق متهور لمركبة توزيع الغاز يندفع ليدخل مسرعاً بعكس السير قاصداً المحطة، ولولا لطف الله وعدم وجود سيارة قادمة من الاتجاه الآخر لوقع ما لا تحمد عقباه.
سائق لا يفكر سوى في اختصار المسافة دون إدراك لعواقب فعلته وهو يحمل مواد خطرة باتجاه محطة للوقود، تضم كذلك نقطة لتوزيع أسطوانات الغاز وفي منطقة سكنية وتجارية حيوية.
أحيي المستوى الاحترافي لعمال محطات أدنوك للتوزيع، وقد ساعدهم في ذلك الدورات التأهيلية والتطويرية المستمرة من الشركة في ما يتعلق بالأمن والسلامة في المقام الأول، ناهيك عن أسلوب التعامل مع المتعاملين، ولكن ينبغي تعزيز دورهم بطريقة توفر لهم الدعم لردع أمثال ذلك السائق المستهتر، وأمثالُه كثيرون، خاصة أن إدارات الشرطة والدفاع المدني لديها من الإمكانيات ما يمكنها من نشر أجهزة وكاميرات ذكية في مثل هذه المواقع تتيح متابعة وملاحقة أي مخالف للوائح والاشتراطات الخاصة بالسلامة فيها، لأن البعض وللأسف لا يكترث للوحات المنتشرة في المحطات حول الالتزام بقواعد الأمن والسلامة، ويستخف بوجودها وبدعوات عمال المحطة، بل ويعتبر المخالفة من صور الثقة العالية بالنفس!.
عقليات غريبة وعجيبة لفئات من البشر تبيح لنفسها مخالفة القواعد والإرشادات المتبعة، معتقدة أنها بعيدة عن المساءلة القانونية، دون أن تدرك أنها باستخفافها واستهتارها تعرض حياتها وحياة الآخرين للخطر، وكذلك تهدد حالة السلامة في منشآت ومرافق عامة، وهي تفتقر للحد الأدنى من الوعي والإدراك بخصوصية المكان الذي توجد فيه أو تمر من خلاله عند وجود أي تغيير في مسارات الطريق.
عمال محطات أدنوك وغيرها من المحطات، يستحقون منا كل التقدير والتعاون، ونحن نلمس مدى تسابقهم لخدمتنا بكل احترافية مع ابتسامة على الوجوه في كل الأوقات وأحوال الطقس، ولعل أبسط صورة من صور التقدير والتعاون هي الالتزام بالقواعد المتبعة عند الوجود في تلك المحطات حرصاً على سلامتنا وسلامة الجميع.
الوعي أمان، ودرجة من درجات المعرفة، تقي صاحبها من مخاطر لا يدركها غير الواعي والمستبصر لها، وهي حالة تغشى الإنسان مهما كانت درجته ومرتبته، فمن دون إدراك للتبعات ووعي وتبصر للمآلات، تكون النتائج والعواقب وخيمة التبعات، وحفظ الله الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعي أمان الوعي أمان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates