رمز وطن

رمز وطن

رمز وطن

 صوت الإمارات -

رمز وطن

بقلم - علي العمودي

من جذع شجرة قطرها 83.6 ألف كلم هي مساحة إماراتنا الحبيبة، انبجست مشاعر الحب والوفاء والامتنان لقيادتنا الرشيدة لاختيار شجرة الغاف شعاراً لعام التسامح من معان رائعة راقية رقي وطن المحبة والتسامح، والدلالات العميقة التي يحملها الاختيار لشجرة أضحت رمزاً لوطن. 

في الاختيار وفاء وفخر واعتزاز، وفاء لشجرة طالما كانت حضناً وملتقى للأجداد والآباء في تلك الأيام والأوقات العصيبة، يستظلون بظلالها من الهجير، ويتشاورون ويتسامرون، يستمدون من صبرها صبراً ومن قوّتها قوة وبأساً في مواجهة الشدائد ومصاعب ذلك الزمن الصعيب. 

فخر واعتزاز باختيار يعبر عن موروث ثري غني غنى الأرض الطيبة، ويؤكد أن الإمارات وهي تحلق عالياً باتجاه الجوزاء وبطموح لا يعرف حدوداً أو مسافات، تصون كل رمز ومكون على صلة بتراثنا وتاريخنا المجيد، إنه الارتباط الوثيق بكل مكونات الهوية الوطنية. حرص على تعريف الأجيال التي تصنع اليوم خيوط المستقبل الوضاء الذي يعبر بنا للفضاء بأن الغاف كان ذات يوم منبر الرجال الذين مهدوا لكم الأرض الصلبة التي تنطلقون منها لصناعة الحاضر الزاهر والمستقبل الواعد. 

اختيار لا يدرك أبعاده إلا رجال حملوا على عاتقهم هاجس الاعتناء بإنسان الإمارات، وصياغة ارتباطه بالأرض والوطن وبنوا العروة الوثقى التي لا انفصام ولا فطام عنها. رجال مضوا على نهج أب ومؤسس رحيم كان يحرص على الاعتناء بالغاف وغيرها من الأشجار الضاربة جذورها في أعماق هذا الوطن، لأنه كان يدرك ما تمثل لإنسان هذه الأرض. ولئن كان الزمن قد تغير وقلل من دورها في حياتنا اليومية، فإنها تشمخ لتبزع من بين ثنايا الذاكرة بأنها لا زالت على العهد باقية رمزاً لكل جميل عندنا، وأجمل ما فيه، الغرس الطيب المستمد منها في التآلف والتسامح والتعاضد الذي نسج خيوطه ووضع لبناته الأولى على أعتاب جذوعها الصلبة المتينة، صلابة ومتانة البيت المتوحد الذي يجمعنا. التسامح الذي تحول إلى أسلوب حياة ومنهاج صنعت به ومعه الإمارات واحة من أمن وأمان وعيش كريم ورخاء وازدهار يتفيأ تحت ظلالها ملايين البشر من أبنائها ومعهم رعايا أكثر من مئتي جنسية، تحتضنهم بكل حب ووفاء بذات الدفء والترحاب الذي كانت تمد به شجرة الغاف كل من التمسه منها. إنها دروس الفخر والعبر من بلاد الغاف والسمر.. «بلاد زايد الخير».

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمز وطن رمز وطن



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates