«لكمة الفاكهة»

«لكمة الفاكهة»

«لكمة الفاكهة»

 صوت الإمارات -

«لكمة الفاكهة»

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

كان في جلسة جميلة مع من يحب في مكان راقٍ ووسط أجواء جميلة عندما طلب من النادلة قائمة الطعام، ليفاجأ بوجود صنف يحمل اسم «لكمة الفاكهة». اجتهد كثيراً قبل إدراك أن المقصود «عصير مشكل»، فقد اختصر ذلك المكان على نفسه أي جهد فلجأ لترجمات «السيد قوقل» الذي اسعفه بتلك التسمية، حاله كحال محل مشهور للتجزئة ترجم في ركن الأغذية عبارة «زيتون مع الزيت» إلى «زيتون بالنفط» أو الذي وضع «الوافدون الجدد» على ركن لبضاعة واصلة حديثاً.
صور قد تبدو مضحكة إلا أنها مؤلمة تشي بواقع تعيشه لغتنا العربية الجميلة التي احتفينا مع العالم منذ يومين بيومها العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة.
رغم كل المظاهر الاحتفائية والكلمات التي أريقت اعتزازاً بالمناسبة واللغة التي كرمها الله بأن أنزل بها كتابه المبين، وجميع المبادرات التي تطلق هنا وهناك والتقارير الوردية البراقة، لا تزال مكانة لغتنا العربية اللغة الرسمية للدولة في تراجع رسمياً وشعبياً، والدليل استمرار مؤسسات حكومية ورسمية في التخاطب باللغة الإنجليزية رغم قرارات مجلس الوزراء والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي باعتماد اللغة العربية.
أما في الأسواق وحياتنا اليومية، فمكانتها تنتهك جهاراً نهاراً، فلوحات المحال التجارية تعج بالأخطاء والكلمات غير العربية وحتى مركبات توزيع أسطوانات الغاز تدور أمام أعيننا من دون أن يستوقفنا الخطأ المكتوب عليها رغم أنها تمر على مراقبي ومفتشي جهات رسمية عدة. والسكوت عنها فاقم من حالة الجيل الجديد الضعيف أصلاً في قدراته ومهاراته في التواصل بلغة وطنه.
أفتك وأشرس طعنة غادرة وجهت للغتنا العربية في عقر دارها عندما صدقنا بأنها لا تصلح للعصر ولا للتدريس في الجامعات والمدارس، لتتراجع وتتقلص وتصبح مجرد حصص أسبوعية يتيمة في مدارسنا دون أن نتوقف أمام واقع وحقيقة أن كل المجتمعات المتقدمة علمياً وصناعياً وتقنياً في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية التدريس فيها يتم بلغاتها الأم. 
اللغة ليست مجرد حروف تنطق أو تكتب وإنما هوية أوطان؛ لذلك بعض الدول أصبحت تشدد على من يريد الإقامة فيها أن يكون قد حصل على شهادة بإجادة لغتها. وجود جمعية لحماية اللغة العربية في بلادها دليل الوضع الكارثي الذي وصلت إليه ودون تدخل حازم ملزم سنظل نغني للجميلة حتى النواح، وكل عام والجميع بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لكمة الفاكهة» «لكمة الفاكهة»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates