بقلم _علي العمودي
احتفل العالم أمس الأول باليوم العالمي للصحافة والذي يصادف الثالث من مايو، وحددته الأمم المتحدة للتذكير بقيم حرية التعبير والوقوف إلى جانب العاملين في المهنة وبالذات أولئك الذين يقومون بعملهم في ظروف وأحوال خطرة، ويدفعون ثمناً غالياً من أجل نقل الحقيقة للعالم.
تحل المناسبة وصحافة الإمارات تتألق في سماء الإنجاز الساطع بتطور متلاحق في المحتوى والتقنية دون أن تحيد عن الثوابت الوطنية، تعبر عن نبض الوطن ومنجزاته ومكتسباته وتبرز روح وقيم تأسست عليها بلاد زايد الخير، وفي مقدمتها فضائل التسامح والتعايش واحترام الآخر وتعزيز جسور التواصل بين الثقافات والحضارات والأديان، ونبذ التعصب بكل أشكاله وصوره والتصدي لمثيري الفتن ومروجي الفرقة المذهبية والعصبية العرقية والطائفية، مما جعلها مدرسة ومنارة تسطع بنهج يميز الإمارات، ينتصر للحق والحقيقة، وينطلق من أرضية صلبة في الوقوف مع قضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية قاطبة.
وفي الوقت ذاته تتصدى صحافتنا الإماراتية لأولئك الذين جنحوا بمهنة نبيلة سامية كالصحافة، وصنعوا منها أكشاكاً للارتزاق، وأداة لرشق الآخرين وكيل الاتهامات ونشر الأكاذيب وبث الفتن والتحريض على العنف والترويج للتطرف والإرهاب. كما تفعل اليوم المنصات التابعة لإيران وكذلك المنصات الممولة من قطر، والتي تنعق من بيروت ولندن وجنيف، وغيرها من الأماكن، وحيثما وصلت سموم تلك الأيادي والأقلام الملطخة. وشاهدنا كيف تحولت بعض المنصات والصحف في عواصم تتباهى بحرية الإعلام إلى مزاد مفتوح لمن يدفع أكثر من أجل تشويه الحقائق والإساءة لهذه الدولة أو تلك. ولعل أحدث المواجهات مع الإعلام الضال تصدي صحافتنا بقوة لكل المتطاولين على الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهما ينهضان ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بإعادة الحق لأصحابه، وما هذه المواجهة الإعلامية إلا صورة من صور المعركة بين الحقيقة والزيف.
في مناسبة كهذه يتجدد عهد الشرفاء بالالتزام بالكلمة الصادق والرأي النير والحقيقة في خدمة قضايا الوطن، ومن فيه وكل هدف نبيل لأجل خير الإنسان.
كما أنها سانحة للتذكير بأوضاع الصحفيين الذين يتصدون بشجاعة للطغاة أينما كانوا، كما يجري اليوم في إيران وغيرها، و في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن.
كما نتذكر بكل إجلال شهداء الكلمة ممن قدموا حياتهم لأجل الحقيقة ومنهم شهيد «أبوظبي للإعلام» زياد الشرعبي من فريق مراسلي قناة أبوظبي في اليمن.