بقلم : علي العمودي
تنطلق اليوم في عاصمتنا الحبيبة فعاليات الدورة الـ27 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، العرس الحضاري المتجدد، والذي يحظى برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مما أتاح للمعرض -الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة- أن يكون بهذا المستوى الرفيع مكانة وحجماً وتنوعاً وثراء. حيث
تزايد أعداد العارضين ومساحة المعرض، وكذلك المشاركين، يلخص مكانته المرموقة، باعتباره الأضخم في منطقة الشرق الأوسط، امتداداً للدور الرائد لإمارات الخير والعطاء، وثمرة رؤية قيادة حكيمة، أغدقت على الثقافة والفنون وأدواتهما كل الرعاية والاهتمام، باعتبارها جسر التلاقي والتواصل بين الخيرين في عالمنا وحضاراته وثقافاته.
معرض أبوظبي للكتاب يشهد هذا العام مشاركة الصين كضيف شرف في أبلغ صور الانفتاح الثقافي على العالم، ونحن نقترب من حضارة عظيمة غنية لبلاد المليار ونصف المليار إنسان. وقد حشدت 6 آلاف عنوان باللغات العربية والإنجليزية والصينية، و4 آلاف كتاب في نسخ أصلية، وأكثر من 50 فعالية ثقافية، بحضور رموز الأدب والثقافة في بلد ناء جغرافياً عنا إلا أن مستوى العلاقات التي تجمعنا به قربت المسافات، ووطدت الروابط والعلاقات، والإمارات تضع كذلك بصماتها الزاهية على طريق الحرير، وفي رحاب تعاون بناء ضمن مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ومبادرة طريق الحرير البحري، وما تحمل من تقارب وتعاون بين البلدين الصديقين.
عرس أبوظبي الثقافي المتجدد اختار في دورته لهذا العام للفيلسوف والشاعر العظيم الشيخ محيي الدين ابن عربي كشخصية محورية، ليسلط الضوء على مؤلفاته العظيمة، وما قدمه للفلسفة العربية، والمرحلة التاريخية التي انطلق فيها من الأندلس، وتعريف الأجيال بإرث جليل ينمي فيهم المعرفة والانفتاح على ثقافات الآخرين وحب الحوار.
في رحاب العرس الثقافي نحتفي بدرر مضيئة لكواكب عالم الثقافة والإبداع، مع الفائزين في فروع جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تحمل أغلى الأسماء في وجدان شعب الإمارات، وقد سمت في دورتها الحادية عشرة المؤرخ والمفكر المغربي الدكتور عبدالله العروي «شخصية العام الثقافية»، إلى جانب الفائزين في بقية فروع الجائزة ذات القيمة والقامة.
من أبوظبي منارة العطاء والمحبة تشرع دوماً نوافد النور والضياء، تحض على فعل الإبداع والتفاهم بوهج الكلمات في هذا الكون الفسيح الرحب بالتفاهم والتقارب لدحر أهل الظلم والظلمات.