أصل كل شر

أصل كل شر

أصل كل شر

 صوت الإمارات -

أصل كل شر

بقلم - علي العمودي

موقف إماراتي مبدئي أصيل وثابت عبرت عنه قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إدانتها بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في وسط مدينة كريست تشرش النيوزيلندية يوم الجمعة الفائت، والذي شهد سقوط عشرات المصلين بين قتيل وجريح، مؤكداً سموه في برقية العزاء التي بعث بها إلى باتسي ريدي، الحاكمة العامة لنيوزيلندا، أن الإرهاب لا دين له، وأن التعصب والتطرف أصل كل شر وبلية، مجدداً سموه الدعوة «من وطن التسامح والتعايش، العالم أجمع إلى وقفة واحدة في مواجهة الإرهاب الأسود».

إن ما جرى في تلك المدينة النيوزيلندية الجميلة التي اتشحت بالحداد، يؤكد مدى حاجة العالم للعمل الجاد، والتضامن في وجه التعصب والتطرف بألوانه وصوره وأشكاله ومنابته ومنابعه، وإنْ اختلفت، فإنها تصب في اتجاه واحد، وهو الكراهية والحقد والغل ورفض الآخر. 

ومن هنا تكتسب أهمية خاصة المبادرات والدعوات التي تحرص عليها الإمارات لجعل العالم الذي نعيش فيه أكثر أمناً واستقراراً وأماناً من خلال إعلاء وترسيخ قيم العيش المشترك والتسامح والتعايش، وقد تجلى هذا الحرص قبل أسابيع قليلة عندما احتضنت عاصمة التسامح، وفي عام التسامح، لقاء القمة بين البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتوقيعهما على وثيقة الأخوة الإنسانية، بما تحمل من تأكيد لإعمال ونشر تلك القيم العظيمة التي تحض عليها الأديان السماوية.

وإذا كانت الإمارات قد نهضت -إنْ كانت بمفردها أو مع شقيقاتها في البلدان العربية والإسلامية - قد نهضت بمثل هذه المبادرات العظيمة والمتفردة لتكريس قيم التعايش والتسامح والتصدي لدحر الغلو والتطرف، فإن الجانب الآخر أو لنقل الشريك الآخر مدعو لمشاركتنا الجهد في الوقوف بحزم في وجه التمدد اليميني الذي يتخذ مظاهر متعددة، ولكنه واحد في جوهره وتوجهاته وغاياته. 

اليميني المتطرف الأسترالي برينتون تارانت منفذ الهجوم الذي برر عمله الإرهابي الخسيس بأنه «انتقام من المسلمين»، وغطى أسلحته بإشارات لمعارك تاريخية ضدهم، لن يكون الأول، ولا الأخير طالما كان هناك من يواصل التعبئة والتحريض على الإسلام دين السلام والإخاء والمحبة والتعايش، وعلى الطرف الآخر أن يتحمل مسؤولياته، والعمل لوقف من يبث سموم التحريض لإفساد قيمنا المشتركة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصل كل شر أصل كل شر



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 17:08 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى مع مقاعد كبيرة وسرعة فائقة

GMT 00:39 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحقق في 3 أشهر فائضاً أولياً بـ 100 مليون جنيه

GMT 10:56 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب فهمي يؤكّد أن "سيرة الحب" تتحدث عن حياة بليغ حمدي

GMT 12:07 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حاتم يقترب مِن إنهاء مَشاهده في فيلم "قصة حب"

GMT 19:02 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

للمرة الأولى فُرص عمل على "الشباب والرياضة" الجمعة المقبلة

GMT 00:15 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

“النغم الشارد”

GMT 15:52 2013 الإثنين ,12 آب / أغسطس

صدور "فضيلة رائعة في مجموعة قصصية"

GMT 20:09 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مصرُ تحصدُ جائزتيّن من اتحادِ إذاعاتِ الدولِ العربيّة

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تصميمات حمامات سباحة تناسب المساحات الصغيرة

GMT 12:55 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

مطعم سيروكو من أجمل المطاعم في الهواء الطلق

GMT 18:10 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ورش تعليمية مكسيكية تجذب الأطفال في معرض الشارقة للكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates