بقلم : علي العمودي
حرصت شرطة أبوظبي مؤخراً على سرعة التواصل مع الجمهور عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وطمأنته حول طبيعة «الفلاش» أو الوميض الذي يصدر من أجهزة الرادار المنتشرة على طرق الإمارة.
ولفتت الشرطة إلى أنها قامت «بتحديث لأجهزة «الرادارات» في إمارة أبوظبي بإضافة خاصية «ANPR»، والتي تقوم بقراءة لوحات السيارات بـ «فلاش ضوئي»، وقالت: «إن هذه «الفلاشات» ليست لضبط مخالفات السرعة، وإنما لقراءة أحجام الحركة للمركبات وأعدادها ولوحاتها وبياناتها». ودعت للتأكد من صحة بيانات مخالفات الرادار عبر التطبيق الذكي الخاص.
وكان العديد من الأشخاص قد أمطروا برامج البث المباشر والمواقع باستفساراتهم عن الجهاز الذي يومض «فلاشه» عند مرورهم به رغم قيادتهم مركباتهم بالتزام، ووفق السرعات المحددة على الطرق التي أصبحت من دون هامش سرعة منذ الشهر الماضي.
ارتباك لم يكن له ما يبرره، خاصة أن شرطة أبوظبي لها الريادة والسبق في تبنى التقنية المتطورة وتوظيفها أفضل توظيف خدمة لاستراتيجياتها، الهادفة على الصعيد المروري لجعل طرق وشوارع الإمارة الأكثر سلامة وأمناً، وقد كان بالإمكان إعادة برمجة الأجهزة ذات قدرات الرصد الحراري، والتي كانت الشرطة قد اعتمدتها لضبط متجاوزي السرعات القانونية من دون «فلاش».
لا أحد يختلف على أن وجود هذه الأجهزة على الطرق له إيجابيات عدة، وكذلك بعض السلبيات، المتمثلة في تلك الفئة من السائقين الطائشين ممن لا يلتزمون بأبسط قواعد السلامة المرورية، تجده يقود بسرعات جنونية، ويتجاوز من اليمين، وينحرف عن مساره فجأة، وبأسلوب خطر، ولكن مجرد أن يقترب من جهاز رادار أو يلمح دورية للشرطة من بعيد حتى يتحول إلى حمل وديع، يقود باتزان ومسؤولية لحين مرور تلك اللحظة، ليعود لطيشه من جديد. وقد تحول مثل هذا المسلك لقاعدة وقناعة لدى هذه النوعية من السائقين، ممن يتسببون في حوادث كالحادث الذي جرى مؤخراً قبل جسر المقطع على طريق أبوظبي- العين باتجاه العاصمة، حيث تعرض مواطن لإصابة بالغة في حادث التصادم بين ثلاث مركبات، والذي أرجعته الشرطة «إلى السرعة الزائدة، والانحراف المفاجئ، ما أدى إلى صدم مركبات أخرى تسير على الطريق نفسه، وتدهور إحداها، واصطدام المركبة المتسببة بلوحة إرشادية واستقرارها خارج الطريق». ما يجري يتطلب وقفة حازمة بتوظيف التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية لضبط أمثال هؤلاء المستهترين بوجود «فلاش» أو من دونه.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: جريدة الاتحاد